مهارات التفكير هو الموضوع "الجوكر" الذي تجده في كل المواضيع تقريبا .. تتكلم عن التخطيط تجد التفكير الاستراتيجي تتكلم عن التربية تجده مرتبط ارتباط وثيق تتكلم عن التدريب و انماط المدربين و المتدربين تجد موضوع التفكير و طرائق التفكير المتنوعة مرتبط في صلب الموضوع وهكذا..
لذلك .. مهما نتكلم عن مهارات التفكير لن نفي الموضوع حقه ..
احببت اليوم اشارككم بهذه المعلومات ع الطاير كما يقال .. ان شاء الله اتغلب على نزعتي الداخلية للاسترسال ..
السؤال الذي طرح مرات و مرات.. هل يجب أن يتم تدريس مادة التفكير كمادة مستقلة ؟ أو دمج تدريس مهارات التفكير مع المواد المختلفة للاطفال في المدرسة ؟
دول قليلة (لا أملك احصائية .. لكن بحسب اطلاعي فقط) درّست التفكير كمادة منفصلة في المدارس منها فنزويلا وهي رائدة في هذا المجال ..
عملت فنزويلا من 1979 على تعليم التفكير كمادة أساسية على مدى 12 عام التي يقضيها الطلاب في المدارس و الأكثر من ذلك أنشأت وزارة لتنمية الذكاء الانساني (عجيييب صح!)
في عام 1999 أجرت الولايات المتحدة دراسة على مستوى ذكاء الطلبة الخريجيين من المدارس في فنزويلا .. كانت النتيجة أن درجات ذكاء الطلبة مرتفعة جدا و تفكيرهم عالي المستوى .
طبعا ممن قلّد فنزويلا و درّس التفكير كمادة اساسية .. الكيان السرطاني المسمى اسرائيل و زادت ان جعلته اجباري للجنود أيضا (الله يرزقنا قليل من الغيرة من فنزويلا و نقلدهم!)
طبعا دول كثيرة أدخلت مهارات التفكير ضمن مناهج المقررات المتنوعة ولم تخصص له مادة مستقلة ، هناك رأي يدعم دمجه في المواد الدراسية .. شخصيا أرى أن الموضوع لن يأخذ حقه بهذه الطريقة سيذوب مع المادة و عوامل نجاح تدريس مهارات التفكير سيصعب توفيرها.
بينما لو كانت مادة مستقلة فإن توفير تلك العوامل ربما يكون أسهل ..
حسنا .. ماهي هذه العوامل؟
ماهي عوامل نجاح عملية تعليم التفكير ؟
مثلث .. يتكون من 3 زوايا تشكل عوامل نجاح عملية تعليم التفكير ..
1- المعلم المؤهل و الفعال .
تتوفر فيه عناصر أهمها:
الالمام بخصائص التفكير الفعال و مهارات التفكير .. مؤمن بأهمية التفكير في حياة الناس بشكل عام و حياة الطلاب بشكل خاص .. يتابع التطورات و يحدث أساليبه و معلوماته باعتباره موضوع حديث نسبيا بالمقارنة مع بقية العلوم و المواد .. يشجع التلاميذ على ممارسة التفكير و يشجع الحوار و يعطي مساحة للحرية في طرح الآراء.
2- البيئة التعليمية و الصفية
ما الفائدة اذا كانت المدرسة تملك أروع المعلمين و تكبت ابداعاتهم .. ما الفائدة اذا كان المعلم لايجد سند اداري ، البيئة المدرسية و المشرفين و الاخصائيين النفسيين و الاداريين .. عامل مهم في نجاح عملية تعليم التفكير
هذه النقطة على طووول تذكرني في الفرق بين المدارس الحكومية و المدارس الخاصة .. المدارس الحكومية لديها معلمين رائعين و متميزين و بيئة تعليمية سيئة جدا .. للأسف بل و أكثر من ذلك غيّر مدير المدرسة تتغير البيئة كلها .. بمعنى انك قد تجد مدرسة متميزة خلال سنة واحدة يتغير مستواها بسبب تغير مدير المدرسة .. لأنها كانت قائمة على شخص ..
لا أعمم طبعا .. مشاهدات و قناعات
3- أساليب التقويم
العنصر الثالث المكمل للمعلم و البيئة المدرسية هو أساليب التقويم
الامتحانات يعني .. هل تتخيل طالب يتم تقييمه بدون اختبارات شفوية و تحريرية ؟ كثير من المختصين يطالبون بتنويع أساليب التقويم وادخال اساليب مثل : المشاريع الجماعية و التقارير الدورية .. جيد
لكني من أنصار ستيفن هاريسون في طرحه الثوري ( ويحق لي ان اسميه ثوري .. في عملية التعليم و من يريد ان يعرف لماذا يقرأ كتابه الطفل السعيد )
ستيفن هاريسون يرى أن الامتحانات برمتها من أسوأ أساليب تقويم الطلاب .. لأنها تقيس ( ما لا يعرفه الطالب) و لا تقيس (ما يعرفه الطالب) .. ان شاء الله اذا فتحت مدرسة سألغي الاختبارات التحريرية .. و أبعد الهم عن أولياء الامور قبل الطلبة :)
قولوا آمين
هذه ثلاث عوامل اساسية لنجاح عملية تعليم التفكير .. الموضوع مهم و متشعب و انصح التربويين على وجه الخصوص بالاستزادة منه ..
دمتم في رعاية الرحمن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق