من المناسب أن أبارك لكن أيها الأمهات انتهاء
الامتحانات .. لكأني أرى الابتسامة ترتسم على وجوهكن ، هل ستبقين على هذه الحال
لفترة طويله؟
دعيني أخبرك بمعلومة لطيفة .. لا امتحانات
إجبارية في التعليم في فنلندا باستثناء الاختبارات الوطنية للقبول في الجامعة،
الطالب هناك يفهم تقدمه يعرف كيف يقيم نفسه و يتحلى بقدر كافي من المسئولية للقيام
بذلك.
أعرف أن هذا ما يحلم به كل طالب .. مدارس بلا
امتحانات ، عفوا بل كل أم تقضي يومها بين "ادرس" و " تعال أسمع
لك" وتعيش في دوامة لا تعرف كيف تخرج منها، و إن كانت محظوظة اكتشفت مركز أو
معهد ينوب عنها بهذه المهمة التي استهلكتها الى حد الانفجار أحيانا.
بناء المسئولية الذاتية عند الطالب، تعليمه
كيف يراقب تقدمه و يقيم نفسه و يكون مسئول مسئولية مباشرة عن تحصيله الدراسي..
بل
و أكثر من ذلك .. الوصول به الى مرحلة تحديد خياراته فيما يريد و ما لا يريد
تعلمه، قد يكون بالنسبة لنا جرعة كبيرة من حلم لم يتجرأ و يخطر على بال الأمهات
المرهقات، المرهقات من مسئولية لا يفترض بهم أن يحملوها بهذا الشكل.. من دور لا يفترض أن يلعبوه
ولا يفترض به أن يلتهم أوقاتهم بهذه الطريقة !
و أزيدكم من الشعر بيت ، في فنلندا كل طالب
يتقدم في دراسته طبقا لسرعته الخاصة ضمن هيكل الوحدات الدراسية تتلاشى فكرة الصفوف
الدراسية، يبني كل طالب لنفسه خطة دراسية و الأروع في التجربة يوجد ما يعرف
بالمعلم الخاص.. وهي سمه من سمات التعليم في فنلندا، معلم خصوصي في المدرسة
"يجابل" الحالات الخاصة و من لديها صعوبات في التعلم أو احتياجات خاصة .
كيف حدث هذا ؟ كيف وصلوا؟ قصة نجاح رائعة
لعشر دول في مجال التعليم لازالت تبهرني و أنا أرتشف منها جرعة صغيرة كل يوم ..
لأستوعب ما يقوموا به.. جمعها و حللها الاستاذ عزام الدخيل في كتاب (تعلومهم) إن كانوا وصلوا فبالتأكيد هو حلم قابل للتحقق..
معرض الكتاب على الأبواب..
و أنا أدعو كل مهتم بالتعليم أن يقرأ هذا الكتاب و يرتشف هذه التجارب على مهل نضمنها
أحلامنا و ندمجها مع خططنا الاستراتيجية نسوّقها لأصحاب القرار.
تخيل.. يرجع ابنك البيت ..
يقبل رأس أمه، يقول لها: ارتاحي يا أمي قليلا كان يومك طويلا ، اليوم قررت دراسة
منهج جديد لقد أنجزت المنهج الفلاني و أنا شغوف لبداية جديدة في المنهج الفلاني.
ليس نوع من أنواع الهذيان
، أحلام اليوم .. حقائق الغد.
دمتم في رعاية الرحمن .