لو قيل لك اترك ورقه واحدة رسالة لأحبابك قبل وفاتك فماذا ستكتب في هذه الورقة ؟
لقد وجدت مثل هذه الورقة محفوظة تركها جدي عمدا او من دون قصد، و من قوه وقعها في ايام وفاته الاولى فإنها تبقى ماثله و حاضره دائما ..
كانت الورقة الصغيرة قد كتب فيها : ( كل من عليها فان . و يبقى وجه ربك ذو الجلال و الاكرام) .
الحياة ممر فإن كنت ستفعل شيء في حياتك فليكن لوجه الباقي، فالبشر .. كل البشر زائلون و كل المصالح زائلة هذه الرسالة الأخيرة تقف أمام وجهي اليوم و نحن ننتظر العرس الانتخابي غدا ، فكل جهد و كل بذل و كل صوت إن لم يكن لوجه ربك فهو هباء منثورا ، فما الذي يتقبله الله منك و ما الذي سيرضاه منك؟
إن الفساد الذي ينهش كل يوم من مستقبل أبنائنا و الذي لا يرضى به نزيه أو غيور لن يوقفه أو يمحوه اتخاذك لموقف سلبي بأي حجة كانت ، فالتدافع من السنن الكونية بين الحق و الباطل ما بقيت هذه الدنيا لا أهل الباطل سيتوقفون عن الفساد و لا أهل الحق سيقبلون بالتوقف لأنهم في النهايةلا يعيشون حياتهم الا لوجه الله تعالى و اصلاح هذا الوطن و ضمان مستقبل الجيل القادم .
فرسالتي اليوم لكل من ضاق بهذا الواقع (لئن توقد شمعة خيرٌ لك من أن تلعن الظلام) و مشاركتك مؤشر على فهمك لحقيقة الدور الخطير الذي يلعبه النائب في مجلس الأمة فبالرغم من مساويء نظام الصوت الواحد إلا إن عدم المشاركة بالتأكيد أسوء فوجود بعض الصالحين في المجلس خير من مجلس كامل من المتملقين والانتهازيين.
النائب اليوم في مجلس الأمة هو شخص تأتمنه على تشريع القوانين التي تحكمك أنت و ابناءك في هذا الوطن و النائب هو شخص تأتمنه على مراقبة أداء الحكومة القائمة على مصالحك ، سكنك .. تعليم أبناءك .. المستشفيات التي تتعالج فيها .. يبدأ الإصلاح من مراقبة الأداء ومن تشريع قوانين حاكمه يحترمها الشعب و الحكومة و تغير الواقع الى واقع أفضل .
فلا أفهم كيف لا تشعر بأهمية مشاركتك ! كيف تتنازل عن حقك ؟
اذهب غدا و اختر الصالح المصلح الذي تأتمنه على مستقبل الوطن ثم راقب أداءه في المجلس فإن كان اختيارك سيبنى على أساس مصلحة شخصية عاجلة فاسمح لي أن أخبرك .. أن هذا قصر نظر لن يذهب بمستقبل الوطن إلا إلى الهاوية .
اللهم في هذه الساعة الأخيرة من يوم الجمعة المبارك و في هذا الجو الممطر اكتب لهذا الوطن التعافي من الفساد الذي ينهش فيه و اكتب لكل صالح و مصلح و قوي أمين الفوز في الانتخابات يوم غد السبت و تقبل منهم سعيهم و ارزقهم على قدر صلاح نياتهم يارب .
و رسالتي الى الدكتور عبدالله الدلماني مرشح الدائرة الخامسة ، سنقف خلفك غدا لثقتنا أنك قوى أمين ان شاء الله ، لا نزكيك على الله و لكن نحسبك كذلك . فإن كتب الله لك دخول المجلس فإن دورنا لن ينتهي .. أنت تراقب الحكومة أما نحن فسنراقب أداءك .. لأننا نراقب الله في هذا الوطن و ندرك أن كل صوت وكل جهد مهما قل في باب الاصلاح السياسي هو جهد مهم و الله قادر على أن يباركه و يضاعفه ، فنحن علينا بذل الجهد القليل و على الله إن صلحت نياتنا مباركته و مضاعفته و تحقيق أقداره تعالى ، اللهم أبرم لهذا الوطن أمرا رشدا و أصلح ولاة أمورنا واهدنا لأحسن الأقوال و الاعمال
و قد روي عن الإمام أحمد رحمه الله أنه قال:
(لو أعلم أن لي دعوة مستجابة لصرفتها للسلطان)، ويروى ذلك عن الفضيل بن عياض فالله الله بالدعاء فإنها أوقات مباركة.
و دمتم في حفظ الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق