هل أنت من الأشخاص الذين مروا بتجارب غير
ناجحة مع التخطيط السنوي الشخصي؟
هل كتبت خطة في بداية العام و انقضى العام و
ما حققت ربعها ؟
هل أنت ممن يهرب من التخطيط خوفا من فشل هذا
التخطيط و خوفا من الإحباط الذي يلازم عدم تحقيق أهدافك السنوية ؟
كن صريحا مع نفسك .. و ادخل في عمق هذه
السطور اذا كانت الإجابة على أي سؤال من الأسئلة الماضية (نعم) .
سألخص لك 4 أسباب لتعثر التخطيط الشخصي
السنوي..
أولها : غموض الوجهه
لعلك ممن لا يرى طريقه بوضوح ، لا تعرف ماذا
تريد بالضبط .. ترغب بأشياء كثيرة و تشك أيها الذي تريده فعلا، أنت لا ترى حلمك، لاترى نفسك بعد عدد من السنوات ماذا ستحقق؟ ما هو انجازك في الحياة ؟
لا تعلم بالضبط
ما الذي يمكنك أن تكونه أو تحققه، ليس في هذا عيب، لكن الخطأ أن لا تعترف، أنك
لازلت تجهل ماذا تريد بالضبط!
لأن الإعتراف بالمشكلة أول خطوة من خطوات
الحل .
ثانيها: الانتباه و التذكر
لعلك تعلم ما تريد .. ترى حلمك و تتمناه ،
لكن تسرقك مشاغل الحياة اليومية فتعيش كالإطفائي الذي يناديه الحريق فيذهب لإخماده
..
يعيش حياة طواريء و تحركه الأحداث و ينسى في خضم الحياة المتسارعه حلمه و ما
وجهته وهذه لها حل سهل ، لكن عليك أن تدرك، أنك لا تعيش حلمك بالقدر الكافي و لا
تتذكره و تنتبه إليه بما يكفي لتنشغل به كل يوم بدلا من الانشغال بهوامش الأمور
ومستجدات الحياة المتسارعة ، تركض بنا الحياة من ساحة الى ساحة و لا ننتبه إلا و قد
جاوزنا الخمسين و لم نعش بعد الحلم الذي أردناه و لم نصبح بعد الشخص الذي رغبنا أن
نكونه.
ثالثها : الرغبة الفعلية
لعلك تعرف حلمك.. و تتذكره و تعرف ما الذي
عليك فعله كل يوم حتى تحققه لكنك في الواقع، لا ترغب في أن تدفع ثمنه ، تنام ملء
جفنيك و تستلذ بمتع الحياة و لا ترغب أبدا في دفع ما يتوجب عليك دفعه من جهد و وقت
و مشاعر و تضحيات لترتقي سلم أحلامك .. لتحقق ما تمنيته دوما و عرفته حقا .. هنا
اسمح لي أن أقول لك .. للأسف لم تستحق أحلامك بعد.
تروم العز ثم تنام ليلاً .. يغوص البحر من
طلب اللآليء
رابعها : حقيقة الفجوة
اذا كنت تعرف وجهتك ، تراها ماثلة أمامك كل
يوم ، تعرف ما الذي عليك أن تدفعه من جهدك و وقتك و نفسك لتحصل عليها .. تقبل أن
تدفعه و تحاول كل يوم و تكرر المحاولة .. ثم لم تحصل عليها .. فلعلك طموح أكثر من اللازم
و لعلك تعتقد أن لديك أكثر من 24 ساعة باليوم أو تقفز على حقيقة قدراتك المحدودة و
المحكومة ببيئتك و ظروفك و بشريتك التي لا تكتمل بالعادة و لم تكتمل لأحد حتى محمد
صلى الله عليه وسلم انتقل الى ربه و ما أمضى جيش زيد بعد ..
احلم أحلام كبيرة و ابدء بخطوات صغيرة تقربك
من أهدافك كل يوم.. إما أن تصل أو يصل إليك الأجل قبلها ..و أعلم أن الله تعالى بيده خزائن الأرض و السماء ، هو الذي يعطيك و هو فقط من يقدر أن يمنعها عنك .. ارفع إليه رغباتك و سطّر امنياتك .. فمواسم الطاعات فرصٌ لتحقيق الأمنيات .
ومن تطلع للنجوم فلعله يصل للقمر..
تلك أسبابٌ أربع .. اختبرها و ابحث في
نفسك.. و لعمري ليس الذكاء ، إنها المثابرة لتصل.
دمتم في رعاية الرحمن .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق