السبت، 28 مايو 2011

كوكتيل طبيعي

اعترف .. أنني أكتب في قلم غير مرئي على صفحات خيالي الكثير مما لا يتسنى لي حفظه و تدوينه

و أتمنى أن يتم اختراع جهاز يكتب الأفكار من الرأس مباشرةً

و في هذه التدوينة التي تشبه " عصير الكوكتيل" المنعش في الصيف قررت أن أكتب عن 3 مواضيع ظلت صامدة و عالقة في ذهني منذ مدة ..

أولا- كتب التطوير الذاتي

تتشابه كثيرا محتويات كتب التطوير الذاتي لكن كتاب روبن شارما (الراهب الذي باع سيارته الفراري) كان مختلف لأنه سرد المادة التي يريد ايصالها في اطار رواية .

و جدتني و أنا أقرأ الرواية أقول .. ليته يعرف الاسلام بحقيقته .. سيكتشف أن بعض استراتيجيات التغيير التي طرحها لها بدائل أفضل في ديننا 

روايته علمتني أهمية المحافظة على الوتر.. باعتباره وقت للخلوة مع الله وقت للطلب -ليس من الكون كما يزعمون- بل من رب الكون 

 - انتهينا من أولا و الحمد لله نجحت في تقليص و تلخيص كم الكلمات التي تزاحمت في رأسي بعد قراءة كتاب روبن شارما، لم اعط الموضوع حقه ربما .. لكن خلكم معاي المواضيع القادمة أهم :)

ثانيا - اغرس فسيلتك

أخبار اليوم ... ثورة في الأردن ... ثورة في بغداد ... تقدم الثوار في ليبيا ... ربع مليون متظاهر في مصر ... تزايد بشاعة اجرام البعث في سوريا ( يا الله يا سوريا .. أي رجال هم رجالك؟؟ لا أشباه لهم!)

و في الكويت .. جمعة الغضب .. ارحل يعني امشي!

و رسول الله - صلى الله عليه وسلم-  يستحثكم... اعملوا رغم هذه الثورات .. لا تتوقفوا عن العطاء .. ايها الطبيب لا تترك مشرطك .. أيها الكاتب أين قلمك ؟ ايها المبدع واصل ابداعك .. أيها المعلم لا ترفع عينك عن تلاميذك .. ايها العامل اعمل..

فحتى لو قامت القيامة .. وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : "إن قامت الساعة و في يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليغرسها "

الآن فقط فهمت سر هذا الحديث..

3- انها العطلة الصيفية ايها السادة!

البعض يفرح .. هناك من يحزن لأن العطلة عنده تعني فوضى النو .. فوضى الأكل .. فوضى في الأنشطة!

و بالرغم من ان هذا الموضوع يحتاج تدوينة كاملة لوحده .. لكن على السريع اود التسويق لبعض السياسات التي انتهجها و اعتقد أنها جيدة -على الأقل ماشية معاي-

1- نتفق من البداية على القوانين

 مثلا:ساعة النوم .. ساعة الاستيقاظ ( يوم واحد في الاسبوع او يومين مسموح السهر الى الفجر)

2- الأندية و البرامج  الصيفية ضرورة ..
 الا إن استطاعت الأم تنظيم برنامج صيفي بديل و ثري (عز الطلب.. بس مو دايما ينضبط الأطفال فيه)
من أهم سياساتي في هذا الموضوع

أ- سوّق البرنامج .. ثم اتركه يختار(اقصد الطفل أكبر من 5 سنوات)

ب- لا .. للدراسة ايام العطلة الا برغبة الطفل (انجليزي - عربي .. الخ)

3- فكّر في الأمور التي تشعر بضعف ابنك فيها (لا أقصد المواد الدراسية أبدا) و استغل الصيف في تعزيزها .. ضع خطة

مثلا: البنت كبرت.. لازم تتعلم السنع.. مهارات حياتية في الترتيب و التنظيف و العناية الشخصية .. نحتاج برنامج ، علمي ابنتك شيء واحد كل يوم

مثلا: ابنك لا يتقن أدب الحوار و التحدث مع الآخرين .. نضع خطة (نستعين ب قصص - نلعب معًا نتبادل الأدوار في مسرحية نرتجلها و ندربه من خلالها.. )

4- من الضرورة بمكان .. أن نستغل الصيف في حفظ القرآن.. هدف لكل طفل .. مكافئات اذا انجز الهدف..

هذا بعضا مما في جعبتي اليوم، تدوينة سريعة كتبتها بدون مسودة :)

 و اريد أن أقول لكم في الختام ..

أنا أعلم و متأكدة أن كثير من أطفالنا مبدعين و أذكياء جدّا .. لا تقتلوا فيهم هذا الابداع أرجوكم ..

وفروا لهم حاجاتهم النفسية (اذا كنت لا تعرفها اقرأ كتاب الحاجات النفسية ل د. مصطفى أبو السعد)

و اعتنوا بهم من أجل مستقبل أمتكم و وطنكم ..

دمتم بكل الود .. خالص تحياتي

الثلاثاء، 3 مايو 2011

جولة في العقول الناشئة

لم أكن أعلم أن التجول في عقول الصغار ممتع الى هذا الحد!


 بل و أكثر من ذلك .. التعرف على أنماط شخصياتهم المتنوعة و اختيار الاساليب المناسبة للتعامل مع كل واحد منهم و كسب قلوبهم حتى ندفعهم الى فتح أبوابها للمعرفة هي تجربة بحد ذاتها كنز حقيقي

عذرا .. يفترض ان أسلم عليكم بدايةً .. خاصة بعد هذه الغيبة التي فقدت فيها مشاركتكم و تعليقاتكم .. فسلامٌ عليكم من القلب .. من أعماق القلب .. سلامٌ عليكم و رحمة من الله و بركات ..

اعذروني فلقد وجدت (شغفي) عمليا بالاحتكاك بهؤلاء الصغار و هذا سر حماسي .. 

و لأن السيطرة على كم الأفكار و الأحداث المتدفقة في رأسي و المتعلقة بهذا الموضوع صعب .. اختصرت مختصر التدوينة التي كتبتها هنا كمسودة بالأمس :)

اهم ما منحتني تجربة عام كامل من الاحتكاك مع الاطفال (6 سنوات الى 12 سنة ) التالي:


    كل سنوات المعرفة النظرية و البحث في بطون الكتب و الموسوعات التي توفر اجوبة على تساؤلاتنا بخصوص أولئك العباقرة الصغار تتضاءل أمام عام واحد من التجربة، ولازالت المعايشة أكبر معلّم بتوجيه و مساندة لا غنى عنها من الكتّاب الذين منحوني نظرياتهم و معارفهم من خلال صفحات كتبهم.


لن تدخل المعرفة الى العقول اذا لم تفتح لك القلوب أبوابها.. و إن دخلت فإنها لن تمكث طويلا!


      العمر العقلي أهم من عدد السنوات التي قضاها الطفل في هذه الدنيا من لحظة ولادته، و تضييع الوالدين للسنوات الست الأولى من حياة الطفل خسارة كبيرة كما أن ما يمكن أن يقدمه الوالدين للطفل في سنوات طفولته المبكرة كثير جدا و لا يحتاج الى كثير وقت فقط اعرف بالضبط ما الذي يفترض بك أن تعطيه لطفل في مثل هذا العمر.


    تعلمت ان العلم الحديث وصل الى مراحل متقدمة في فهم تلك العقول الصغيرة غير ان كثير من الآباء و الأمهات (لن أقول المدارس غسلنا ايدنا )  لا يستفيدون من هذا العلم بالشكل الكافي و لعلنا نكون داعمين للاستفادة من النظريات الحديثة في التعلم المبني على العقل.

         مرت علي مواقف طريفة اضحك عليها كلما تذكرتها وكلما تذكرتها تذكرت كتاب د. الخليفي (في بيتنا مكار) و ربما سأسرد لكم بعضها لاحقا ..


     و أخيرا أقول .. لقد رأيت بعيني أيتام .. لهم أم و أب يسكنون معهم في نفس المنزل، يمنحونهم كل شيء (مادي) يفكر به الاطفال، يخصصون لهم سائق و خادمة و احيانا خادمتين و ينسون أن جوعهم العاطفي الى ضمة أو قبله أو حوار، معول قاسي يهدم تلك الأرواح البيضاء البريئة و يُربك تطورها العقلي و يسبب مشكلة ظاهرة في سلوكهم اليومي.






أحببتهم و أحببت العمل معهم .. هم عالمي الصادق الذي أغرس فيه ..

أملي بمستقبل أمتي ..