الأربعاء، 12 نوفمبر 2014

لا مستحيل أيها الأمهات




من المناسب أن أبارك لكن أيها الأمهات انتهاء الامتحانات .. لكأني أرى الابتسامة ترتسم على وجوهكن ، هل ستبقين على هذه الحال لفترة طويله؟

دعيني أخبرك بمعلومة لطيفة .. لا امتحانات إجبارية في التعليم في فنلندا باستثناء الاختبارات الوطنية للقبول في الجامعة، الطالب هناك يفهم تقدمه يعرف كيف يقيم نفسه و يتحلى بقدر كافي من المسئولية للقيام بذلك.
أعرف أن هذا ما يحلم به كل طالب .. مدارس بلا امتحانات ، عفوا بل كل أم تقضي يومها بين "ادرس" و " تعال أسمع لك" وتعيش في دوامة لا تعرف كيف تخرج منها، و إن كانت محظوظة اكتشفت مركز أو معهد ينوب عنها بهذه المهمة التي استهلكتها الى حد الانفجار أحيانا.

بناء المسئولية الذاتية عند الطالب، تعليمه كيف يراقب تقدمه و يقيم نفسه و يكون مسئول مسئولية مباشرة عن تحصيله الدراسي..

 بل و أكثر من ذلك .. الوصول به الى مرحلة تحديد خياراته فيما يريد و ما لا يريد تعلمه، قد يكون بالنسبة لنا جرعة كبيرة من حلم لم يتجرأ و يخطر على بال الأمهات المرهقات، المرهقات من مسئولية لا يفترض بهم أن يحملوها بهذا الشكل.. من دور لا يفترض أن يلعبوه ولا يفترض به أن يلتهم أوقاتهم بهذه الطريقة !

و أزيدكم من الشعر بيت ، في فنلندا كل طالب يتقدم في دراسته طبقا لسرعته الخاصة ضمن هيكل الوحدات الدراسية تتلاشى فكرة الصفوف الدراسية، يبني كل طالب لنفسه خطة دراسية و الأروع في التجربة يوجد ما يعرف بالمعلم الخاص.. وهي سمه من سمات التعليم في فنلندا، معلم خصوصي في المدرسة "يجابل" الحالات الخاصة و من لديها صعوبات في التعلم أو احتياجات خاصة .

كيف حدث هذا ؟ كيف وصلوا؟ قصة نجاح رائعة لعشر دول في مجال التعليم لازالت تبهرني و أنا أرتشف منها جرعة صغيرة كل يوم .. لأستوعب ما يقوموا به.. جمعها و حللها الاستاذ عزام الدخيل في كتاب (تعلومهم)  إن كانوا وصلوا فبالتأكيد هو حلم قابل للتحقق..
         
معرض الكتاب على الأبواب.. و أنا أدعو كل مهتم بالتعليم أن يقرأ هذا الكتاب و يرتشف هذه التجارب على مهل نضمنها أحلامنا و ندمجها مع خططنا الاستراتيجية نسوّقها لأصحاب القرار.
          تخيل.. يرجع ابنك البيت .. يقبل رأس أمه، يقول لها: ارتاحي يا أمي قليلا كان يومك طويلا ، اليوم قررت دراسة منهج جديد لقد أنجزت المنهج الفلاني و أنا شغوف لبداية جديدة في المنهج الفلاني.
          ليس نوع من أنواع الهذيان ، أحلام اليوم .. حقائق الغد.

     
                                دمتم في رعاية الرحمن . 

الثلاثاء، 21 أكتوبر 2014

القائد الفذ ..

هل يوجد فعلا قائد فذ؟

و إن كان موجود ما الذي جعله قائدا متميزا فذّا ؟ أفضّل هنا أن لا أجزم

بأن الصفات الفلانية اذا توفرت ستصنع منك ايها القارئ قائد فذ و حاسم و ملهم لسبب بسيط و هو:أن لكل حالة متطلباتها و ظروفها فلا يوجد قائد فذ في كل مكان و في كل زمان، بل قائد ناجح في مواقف معينة، مواقف تتطلب أن يكون القائد يتمتع بالصفات التي كان يتحلى بها..

 و بعيدا عن الرمزيات و الطرح النظري المجرد سأدخل في صلب الموضوع، الحديث هنا يدور حول نموذج رائع .. حول براعة خالد و تفرده في صناعة النصر و الانجاز، خالد بن الوليد كقائد مؤثر حتى عندما لم يعطَ منصب القائد. 

خالد بن الوليد .. و دوره العبقري و الملهم في فتوحات بلاد الشام أيام الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب ، من يستطيع أن ينكر أنه كان قائد فذ و ملهم و فريد من نوعه؟
 حتى الجامعات الأوربية اليوم تدرس استراتيجياته التي انتهجها في قيادة الفتوحات الاسلامية .
ان لصناعة النصر و تحقيق الانجاز فقها خاصا، ربما العقول الغربية تعيه خاصة حين بدأت تتكلم عن القيادة القائمة على المباديء و الأخلاق.

       هناك ثلاث صفات تحكم العالم – بحسب كلام ستيفن كوفي في العادة الثامنة-  نقصد بذلك : أن المتأمل في الشخصيات القيادية المعاصرة المشهورة سيجد فيها ثلاث صفات مشتركة.

الرؤية .. الانضباط ..الحماس

و يعتقد كوفي أن هذه الصفات الثلاثة هي التي حكمت العالم منذ بدء الخليقة .

 لقد تجسدت هذه الصفات بشكل واضح في خالد بن الوليد و أسلوبه في قيادة الجيش مما جعلته نموذجا لم تلد مثله النساء ..

     من مواقفه العجيبة التي ذللت له الحصون موقفه أثناء حصاره لمدينة (قنسرين) و كان ذلك بعد فتح دمشق وقد اشتهرت (قنسرين) بحصونها المنيعة ..

طالت مدة الحصار و كان جيش المسلمين بقيادة خالد  ..
فأرسل خالد رسوله الى أهل (قنسرين)  برسالة عجيبة .. 

كانت سببا في استسلامهم

يقول في رسالته التي تتفجر حماسا : " لو كنتم في السحاب لحملنا الله إليكم أو لأنزلكم إلينا فانظروا في أمركم"

و لعلهم رأوا من خلال كلمات خالد قوته التي لم يضعفها الحصار و حماسه اللامتناهي لتحقيق هدفه و أنه لم تؤثر فيه طول المدة و مع سمعته التي انتشرت في المدن و الأمصار قرروا أن لا يجازفوا بمواجهته فلن يكونوا أحسن حالا من دمشق في كل الاحوال.
قرروا الاستسلام فاشترط عليهم خالد شرطا عجيبا .. و هو أن يقوموا بتخريب الحصون و هدمها!
ما هو السر يا ترى ؟
كانت لخالد رؤية ثاقبة ، كانت هذه المدينة هي الأقرب الى هرقل .. و خشي أنه بعد أن يفتحها ثم ينشغل عنها باستكمال الفتوحات في بلاد الشام أن ينتقض أهلها و ينقلبوا على المسلمين بعد أن يأتيهم جيش جديد .. مدد من هرقل فيتحصن جيش هرقل فيها ..

إن خالد يريد أن يغرس نجاحاته و فتوحاته في أرض صلبة و هو ما يمكن أن نسميه بالإجراء الوقائي لتجنب أي مشكلة ممكن أن تقع في المستقبل ..

يقول بيتر كويستن- متخصص في الادارة-   
 (إن القائد صاحب الرؤية يفكر بتحقيق أهداف كبيرة و يفكر بطريقة جديدة و يفكر بما هو آت )

إن رؤية القائد تجعله قادر على التخيل .. تخيل تفاصيل رحلته من المكان الذي يقف فيه إلى لحظة تحقيق هدفه الكبير و ألبرت أينيشتين يقول : " إن التخيل أهم من المعرفة"

أما الإنضباط –بحسب رأيي- هو الأداة الأكثر فعالية في تحقيق هذه الرؤية و تحويلها الى واقع و هي بلاشك تحتاج الى قدر كبير من قوة العزيمة و الصبر و الارادة . و جميل ما قاله ستيفن كوفي عن الانضباط يقول: " معظم الناس يقرنون الانضباط بفقدان الحرية ، إن العكس هو الصحيح فالأشخاص المنضبطون فقط هم الأحرار حقا إن الناس الذين لا يعرفون الانضباط هم عبيد لأمزجتهم و رغباتهم و تقلباتهم "

إن سيرة خالد تشعل في النفوس حماس لامتناهي و صدق القائل : أن الرؤساء الخالدون يكفي ذكرهم لإثارة الاندفاع للعمل.
       لقد اشتهر خالد بن الوليد بقوة انضباط جيشه فكان الجيش يضع رحاله في زمن قياسي و حين يقرر المسير فجأة فإن الجيش يكون جاهزا للمسير في زمن قياسي ايضا حتى أنه فاجأ بذلك العدو اكثر من مره.
      
و الحماس هو الدينمو الدافع و المولد الذي يجعلنا صناع للمستقبل بدل من الجلوس على مقاعد المتفرجين مثل كثيرين و كثيرات في مجتمعاتنا اليوم، أسهل ما يقومون به هو الانتقاد على المقاعد الوثيرة في الكافيهات ، بينما يحتاج التغيير الخروج من منطقة الراحة و العمل الذي يحركه حماس داخلي متقد لا تخف جذوته بكثرة المحبطات وبحسب ما قال دكتور سعد البراك إن أكبر أداة للتغيير أن تقع في غرام خطتك و أهدافك .

لقد تعلمت أيضا أن الرؤية تولد الحماس .. فأنت إن رأيت أمامك نصرا قريب شمرت و اجتهدت للوصول اليه .. و لا أحد يستطيع التصويب نحو هدف لا يراه!


و دمتم .. في أمان الله 

الجمعة، 21 مارس 2014

الذات الفردية × الذات المتكاملة


يتساءل ستيفن هاريسون في كتابه " الطفل السعيد"

ماذا لو استبدل ديكارت التركيز على الذات الفردية .. بالتركيز على الذات المتكاملة ..

بمعنى .. لم يعزز وجوده في الحياة ب " الفردية" عندما قال ( أنا أفكر إذا أنا موجود ) . بل عزز وجوده بالذات المتكاملة ، الذات المرتبطة مع الآخر المتكاملة معه .. فمثلا قال : ( أنا أحب إذا أنا موجود )

لقد كان التركيز في السابق منصبّا على الذات الفردية فالذكاء .. هو الذكاء الفردي فقط ( IQ) وهو ما يقيس قدرة الفرد التي لا علاقة لها تماما بأي شيء آخر.. خارج دائرته الفردية .

حتى أدرك الباحثون أهمية التركيز على الذات المرتبطة بالآخر ، المتعايشة معه ، فأصبحنا نسمع أن الذكاء أصبح يقيم على أساس علاقته بالآخرين أيضا وقدرته على التعايش معهم و حل المشكلات التي تكون بينه و بينهم ، فأصبحنا نسمع .. بالذكاء العاطفي أو الذكاء الاجتماعي .

نحن لا نعيش في بيئات معزولة ، ماذا يعني أن نصبح أذكياء بذواتنا منعزلين عن الآخرين؟

نحن أذكياء معهم ..

فكر مثلا أتحب أن يكون لك ابن / ابنة ذكي جدا لكنه لا يتفاعل مع من حوله لا يعرف كيف يكون صداقات ناجحة ، أو عادي الذكاء و مبدع في التواصل مع المحيطين به؟

لقد اختلف مفهوم التميز و النجاح من الفردية .. الى التكامل مع الآخر ، حتى في الإدارة مثلا صرنا نسمع بمفاهيم مثل (البديل الثالث) التي طرحها ستيفن كوفي في كتاب يحمل ذات العنوان ..

كل تلك المفاهيم تركز على أنه عندما ينجح نصف المجتمع .. هذا لا يعني بالضرورة انه على النصف الآخر من المجتمع أن يكون خاسرا أو فاشلا..

ترتكز الفردية على اساس التنافس المبني على الذات و الذات فقط ، أما التكامل فهو أن أنجح أنا و تنجح أنت معي فلا شيء يمنع ذلك هناك دائما بديل ثالث عن (ناجح ) و (فاشل)

هل هذا يعني أن ننسف ( التنافس ) بصورته القائمة القاتمة الموجودة في مدارسنا و جامعاتنا و مراكزنا الاجتماعية و مراكز تحفيظ القرآن حتى ؟
نعم .. نعم انه يعني هذا بالضبط ..

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(إياكم و الظن فإن الظن أكذب الحديث ، ولاتجسسوا و لا تنافسوا و لا تحاسدوا و لا تباغضوا ولا تدابروا و كونوا عباد الله إخوانا)

فالتنافس مذموم إذا ! و مقترن في الحديث الشريف بالبغض و الحسد و التدابر و سوء الظن أيضا

لقد كتبت هذا الكلام بعد قراءة التساؤلات التي طرحها ستيفن هاريسون قبل 3 شهور تقريبا .. و السبت الماضي في دورة قيّمة عزز رأي دكتور مصطفى أبو السعد توجه ستيفن هاريسون الذي أصبح توجهي أيضا ..

طبعا من يتجرأ اليوم و ينادي بنسف فكرة الاختبارات و طريقة التقييم السائدة التي تعطي لكل طالب رقما يحدد نجاحه فالأول على الصف خيرٌ من الثاني و الثاني خيرٌ من الثالث و هكذا .. ان من ينادي بنسف مثل هذه الأعراف سيبدو حتما مارقًا و خارجًا عن المألوف ..

من منا لا يعرف أن الاختبارات في المدارس تقيس قدرتنا على أن نكون ببغاوات .. من منا لا يستطيع الاستعانة بالعم قوقل و ينجز ورقة الامتحان في دقائق بدلا من ساعات لمحاولة تذكر معلومات .. قد لا يحتاج إلى حفظها أصلا!

إن ما نحتاج إليه حقا .. بناء قدرة على توظيف ما يعرفه الطالب أصلا و ما يتقنه من مهارات .. والبناء على هذا الأساس.

لقد أعجبني التشبيه الذي أطلقه ستيفن هاريسون على مؤسساتنا التعليمية - علما أنه كان يقصد الأميريكية منها- :

مغزل صديء يدور حول نفسه ..

 لقد سببوا الدوار لأبناءنا و بناتنا .. و نحن اليوم بحاجة الى من يقود ثورة في التعليم تنسف ما قد يعتبره البعض مقدّسا .. في سبيل التغيير.

و دمتم في رعاية المولى و حفظه

السبت، 8 فبراير 2014

هل فكرت .. كيف تفكر؟



مهارات التفكير هو الموضوع "الجوكر" الذي تجده في كل المواضيع تقريبا .. تتكلم عن التخطيط تجد التفكير الاستراتيجي تتكلم عن التربية تجده مرتبط ارتباط وثيق تتكلم عن التدريب و انماط المدربين و المتدربين تجد موضوع التفكير و طرائق التفكير المتنوعة مرتبط في صلب الموضوع وهكذا..

لذلك .. مهما نتكلم عن مهارات التفكير لن نفي الموضوع حقه .. 

احببت اليوم اشارككم بهذه المعلومات ع الطاير كما يقال .. ان شاء الله اتغلب على نزعتي الداخلية للاسترسال .. 

السؤال الذي طرح مرات و مرات.. هل يجب أن يتم تدريس مادة التفكير كمادة مستقلة ؟ أو دمج تدريس مهارات التفكير مع المواد المختلفة للاطفال في المدرسة ؟ 

دول قليلة (لا أملك احصائية .. لكن بحسب اطلاعي فقط) درّست التفكير كمادة منفصلة في المدارس منها فنزويلا وهي رائدة في هذا المجال .. 
عملت فنزويلا من 1979  على تعليم التفكير كمادة أساسية على مدى 12 عام التي يقضيها الطلاب في المدارس و الأكثر من ذلك أنشأت وزارة لتنمية الذكاء الانساني (عجيييب صح!) 

في عام 1999 أجرت الولايات المتحدة دراسة على مستوى ذكاء الطلبة الخريجيين من المدارس في فنزويلا .. كانت النتيجة أن درجات ذكاء الطلبة مرتفعة جدا و تفكيرهم عالي المستوى . 

طبعا ممن قلّد فنزويلا و درّس التفكير كمادة اساسية .. الكيان السرطاني المسمى اسرائيل و زادت ان جعلته اجباري للجنود أيضا (الله يرزقنا قليل من الغيرة من فنزويلا و نقلدهم!) 

طبعا دول كثيرة أدخلت مهارات التفكير ضمن مناهج المقررات المتنوعة ولم تخصص له مادة مستقلة ، هناك رأي يدعم دمجه في المواد الدراسية .. شخصيا أرى أن الموضوع لن يأخذ حقه بهذه الطريقة سيذوب مع المادة و عوامل نجاح تدريس مهارات التفكير سيصعب توفيرها.

 بينما لو كانت مادة مستقلة فإن توفير تلك العوامل ربما يكون أسهل .. 

حسنا .. ماهي هذه العوامل؟ 

ماهي عوامل نجاح عملية تعليم التفكير ؟ 

مثلث .. يتكون من 3 زوايا تشكل عوامل نجاح عملية تعليم التفكير .. 


1- المعلم المؤهل و الفعال . 

تتوفر فيه عناصر أهمها:
 الالمام بخصائص التفكير الفعال و مهارات التفكير .. مؤمن بأهمية التفكير في حياة الناس بشكل عام و حياة الطلاب بشكل خاص .. يتابع التطورات و يحدث أساليبه و معلوماته باعتباره موضوع حديث نسبيا بالمقارنة مع بقية العلوم و المواد .. يشجع التلاميذ على ممارسة التفكير و يشجع الحوار و يعطي مساحة للحرية في طرح الآراء. 


2- البيئة التعليمية و الصفية 

ما الفائدة اذا كانت المدرسة تملك أروع المعلمين و تكبت ابداعاتهم .. ما الفائدة اذا كان المعلم لايجد سند اداري ، البيئة المدرسية و المشرفين و الاخصائيين النفسيين و الاداريين .. عامل مهم في نجاح عملية تعليم التفكير 

هذه النقطة على طووول تذكرني في الفرق بين المدارس الحكومية و المدارس الخاصة .. المدارس الحكومية لديها معلمين رائعين و متميزين و بيئة تعليمية سيئة جدا .. للأسف بل و أكثر من ذلك غيّر مدير المدرسة تتغير البيئة كلها .. بمعنى انك قد تجد مدرسة متميزة خلال سنة واحدة يتغير مستواها بسبب تغير مدير المدرسة .. لأنها كانت قائمة على شخص .. 


لا أعمم طبعا .. مشاهدات و قناعات 


3- أساليب التقويم 


العنصر الثالث المكمل للمعلم و البيئة المدرسية هو أساليب التقويم 

الامتحانات يعني .. هل تتخيل طالب يتم تقييمه بدون اختبارات شفوية و تحريرية ؟  كثير من المختصين يطالبون بتنويع أساليب التقويم وادخال اساليب مثل : المشاريع الجماعية و التقارير الدورية .. جيد 
لكني من أنصار ستيفن هاريسون في طرحه الثوري ( ويحق لي ان اسميه ثوري .. في عملية التعليم و من يريد ان يعرف لماذا يقرأ كتابه الطفل السعيد ) 
ستيفن هاريسون يرى أن الامتحانات برمتها من أسوأ أساليب تقويم الطلاب .. لأنها تقيس ( ما لا يعرفه الطالب) و لا تقيس (ما يعرفه الطالب) .. ان شاء الله اذا فتحت مدرسة سألغي الاختبارات التحريرية .. و أبعد الهم عن أولياء الامور قبل الطلبة :) 
قولوا آمين 

هذه ثلاث عوامل اساسية لنجاح عملية تعليم التفكير .. الموضوع مهم و متشعب و انصح التربويين على وجه الخصوص بالاستزادة منه .. 


دمتم في رعاية الرحمن 


السبت، 1 فبراير 2014

ابتكر لوحة قياس



        هل تستقبل كل شهر جديد في العام بنفس النفسية و بنفس زخم استقبال عام جديد؟ 

     اذا كنت ممن يخططون في بداية العام الجديد او بالصح في نهاية العام المنصرم استعدادا للعام الجديد .. فأنا أدعوك لمراجعة تلك المشاعر اليوم .. هاهو شهر يناير طار بهذه السرعة .. هل أنجزت عشر خطتك على الأقل؟  
كم انجزت من خطتك حتى اليوم .. أعلم أن كثيرين سيقولون .. نحن حتى لم نكملها .. مازلنا نكتبها

       هل الوقت الذي تمنحه للتخطيط هو وقت ضائع ؟ من السهول أن تقول لا .. لكن ليس سهلا أن تؤمن بذلك .. ها أنت قدمت الكثير من الأعمال والتي قد تكون هامة فعلا على انجاز خطتك وكتابتها بشكل كامل.. و هو الأهم

             ها أنت حتى بمرور شهر لم تقرر ان كنت ستنهيها فعلا أم ستتركها معلقة !

   حسنا، أتمنى أن أكون مخطئة و أن الاحصائيات التي تقول أن 3% فقط من البشر يخططون غير دقيقة .. 

ماذا عنك الآن؟ 
لابد أن تؤمن أنك تسابق الزمن .. اذا لم تشعر بهذا فعش لحظتك واستمتع لكن لا تتذمر إذا لم تصل الى أحلامك .. 

طموحك الكبير و أفكارك العبقرية .. فعليا لاشيء بدون مثابرة و بدون خطة واضحة ...

               دعني أعطيك فكرة بسيطة اذا كنت تعاني من : تأخرك في الانجاز وتتفاجأ أن السنة تلاشت و أنت لم تصل الى منتصف خطتك حتى. أو اذا كنت تخطط لكن العراقيل تعترض طريقك اثناء التنفيذ. 

      في دراسة أجراها مركز فرانكلن كوفي حول "التنفيذ" نتج عنها أن هناك أعمال قد لا تتجاوز 20% من العمل الكلي .. لكنها تحقق لك 80% من النتائج التي ترغب في الوصول اليها . 

لخصها في 4 أعمال أو 4 قواعد عليك اتباعها .. لن أشرحها كلها ستأخذ  وقت طويل سأشرح فقط القاعدة الثانية و اذا كنت ترغب في الاستزادة .. عليك بكتاب العادة الثامنة ل ستيفن كوفي 

تقول هذه القاعدة : ابتكر لوحات قياس 

يعني كل هدف من أهدافك خصص له لوحة قياس .. هذه اللوحة ممكن ان تكون بحجم A4  أو A0  لا يهم .. الفكرة أنك تقسم الهدف الى وحدات مثلا : الهدف حفظ 3 اجزاء من القرآن .. قسمه الى 12 وحدة كل وحدة تمثل ربع حزب مثلا و ارسم سلّم .. أو ترمومتر .. أو اي شكل يحتوي تدريج .. و ضع عليه الاجزاء و كلما انهيت جزء ظلله طبعا عند نقطة الصفر اكتب 1-1-2014 و عند نقطة النهاية اكتب 31-12-2014 

بمعنى ان خلال الفترة الزمنية (عام 2014) عليك تظليل كل الوحدات .. 

هل تعلم .. سوف تشعر بالانجاز .. سوف تراه وهذا سيحفزك جدا للمواصلة .. 

لوحة القياس اضافة الى انها يجب ان تحتوي على وحدات تمثل في مجموعها الهدف .. كذلك يجب أن تحتوي على الزمن الذي تنوي فيه انجاز الهدف . . ويجب أن تكون أما عينك .. ما الفائدة اذا صممتها ثم ركنتها في احد الأدراج!

طبعا أنا شخصيا أستخدم برنامج في الايباد .. يمكن من خلاله ابتكار لوحات قياسك الخاصة فقط اكتب المشروع و حدد الساعات اللازمة المتوقعة و التاريخ النهائي للانجاز و بيانات اخرى و من خلاله ترى بالضبط اين وصلت في انجاز مشروعك ؟و كم من الوقت تبقى لك مقارنة مع حجم العمل المتبقي ؟ ممكن يعطيك تنبيهات كذلك  

اسم التطبيق SMAT PLANS  
ولا أحصل لنشره على أي عموله :) .. بس بدون مبالغة .. ما استغنى عنه 

جرب لوحات القياس في خطة هذا العام 2014 .. و لاحظ الفرق 
واذا ما عندك خطة .. فاحرص على ان تكون لديك واحدة :) 

دمتم في رعاية الرحمن 




الأربعاء، 29 يناير 2014

تأسيس عقلية الطفل - د.عبدالكريم بكار

 هذا الكتاب .. 

من الكتب المميزة في مكتبتي التربوية .. وبالرغم من انني اقتنيته قبل سنوات عديدة 

لكنه من الكتب التي يجب اعادة قراءتها بين فترة و أخرى .. 

سأنقل لكم بعض الفقرات المميزة منه و تعليقي عليها: 

" اعرض عن التفكير في الذكاء الموروث و كف عن تقويم الابناء و التعامل معهم بناء على ما نعتقده من وجوده لديهم، واعمل على اثراء البيئة التي توفرها لهم.. بالاضافة الى الاكثار من التدريب على التفكير بالوسائل المختلفة، فهذا هو الذي يعود عليهم بالنفع الحقيقي باذن الله تعالى "انتهى

اثراء البيئة .. تعني أن تجعل الطفل يخوض تجارب جديدة و يمارس انشطة جديدا و يتعرض لوسائل مختلفة في التعليم ..

اثراء البيئة وليس اغراق البيئة كما يفعل بعض الآباء و الامهات ، فالطفل يحتاج الى اللعب الحر والوقت الحر غير المبرمج،  كلٌّ بقدر معلوم .. 

" إن المربي الجيد يساعد من يربيه على الاحساس بالكرامة الشخصية و على تكوين 

المغزى الشخصي الخاص .. و بلورة ما تعنيه القيم و المباديء و الأحداث بالنسبة 

إليه. " 

الى متى تطعمهم المباديء و القيم اطعاما ..

ناقشهم و امنحهم الفرصة ليفكروا و يكتشفوا قيمة مفاهيم مثل الحرية و الأمانة و الصدق .. و لماذا يجب أن يتمثل تلك القيم 

في انفسهم قبل أن يطالبوا بها الآخرين . 


" التربية القديمة تحبذ للصغار أن يكونوا سلبيين وعلى درجة عالية من الخضوع العقلي .. إن مهمة الصغار في التربية الموروثة عن عصور الانحطاط هي اختزان افكار الكبار على انها معايير للخطأ و الصواب و الخير و الجمال، ومن هنا فقد كف الصغار عن التفكير وعن محاولات التخمين في وجود أجوبة متعددة للأسئلة المثارة حولهم.

في هذا الباب فمناهج التعليم و اسلوب التعليم متهم أيضا في انه يورث معايير جاهزة للصواب و الخطأ والخير و الجمال ..

الخضوع العقلي .. للأسف في مدارسنا قبل بيوتنا .. بل الأدهي وجود تضاد في تلك المعايير احيانا بين ما يقوله البيت و ما تقوله المدرسة ..

" عودوا الاطفال  شكر النعم و الثناء على المنعم وعودوهم الاحتفاء بما يملكون، وعودوهم النظرة الايجابية للمصائب و المحن" 

الطفل المتطلّب أحد المشكلات البارزة هذه الايام .. تعويد الطفل الحصول على كل ما يريد بدون جهد يذكر ، و تعويد الطفل أن الهدية الثمينة هي دليل الحب الكبير الذي نكنه لهم .. له عواقب مستقبلية وخيمة .. و كثير من الأسر بدعوى الخوف على نفسية الطفل من الشعور بالحرمان .. تكون كريمة معه أكثر مما يسعها ماديّا . 

إن القيمة المعنوية للحب .. تتكسر على بوابة اغداق العطايا في كل وقت.. أحبك أشترى لك هدية .. عندما لا أحبك لا أشتري لك. 

احذروا من الرسالة الضمنية التي يحملها هذا السلوك .. 

ودمتم في رعاية الرحمن 


الثلاثاء، 28 يناير 2014

التخطيط الاستراتيجي


      
  الفرق بين التخطيط و التخطيط الاستراتيجي هو أن الثاني يجنبك أن تلعب دور رجل الاطفاء، يجنبك حياة الطوارىء و المشاكل غير المتوقعة الى حد كبير بالطبع لن يلغيها تماما .. لكنه اداة فعالة  لتقليصها .


        يقول ستيفن كوفي :
"اذا كنت تقوم بالتخطيط اليومي خارج الاطار الكبير المكون من قيمك و اهدافك المتعلقة بكل دور من ادوارك في هذه الحياة وخارج اطار التخطيط الاسبوعي فسوف تقضي وقتك في اطفاء الحرائق وادارة الازمات"

ماذا يقصد بهذا الكلام ؟
        عندما تمسك ورقة كل مساء و تخطط ليومك القادم بأبسط اساليب التخطيط  بكتابة قائمة الاعمال التي عليك انجازها..
 أو عندما تخطط لأسبوعك بكتابة قائمة المواعيد والأعمال التي تنتظرك خلال الاسبوع فأنت هنا تنظر الى الأكثر إلحاحا من الأعمال و ليس بالضرورة الأكثر أهمية لتصل الى ماتتمناه .

الذي يحدث أن كثير من الامور المهمة لاتحظى بمكان في تلك القوائم اليومية أو الاسبوعية ، كيف تضمن أنك تغطي كل الأمور المهمة و تقوم بكل أدوارك ..

 كيف تضمن أنك متوجه بالضبط الى حيث تريد أن تصل من خلال أداءك تلك الاعمال اليومية او الاسبوعية ؟

هل تنتظر مثلا أن تكتشف مشاكل سلوكية أو أكاديمية عند أبناءك لتقيّم دورك كأب أو كأم و تعرف اذا كنت قد أهملت دورا مهما أو أن هناك أسباب أخرى لتلك المشاكل؟

ما الحل إذا ؟ قالها لك ستيفن كوفي .. " إطار كبير مكون من قيمك و أهدافك المتعلقة بكل دور من أدوارك "
ارسم لوحة حياتك .. حدد ادوارك .. أرسمها بكل الألوان و ستكون أجمل كلما كانت تفاصيلها الدقيقة أوضح .. تعلم كيف تكتب خطة استراتيجية تأطّر فيها أمنياتك و أحلامك ..

إن الأحلام العظيمة لا تتحقق حتى ترسمها ثلاث مرات .. مرة في رأسك فتتخيلها بكل تفاصيلها و تعيشها كحلم تؤمن بأنه سيتحقق، و مرة ثانية على الورق و هذه هي اللوحة التي أخبرتك عنها .. ترسم خطتك الاستراتيجية، هي في الحقيقة لوحة فنية تمتزج فيها أحلامك و طموحاتك في كل دور من أدوارك.. و المرة الثالثة ترسمها على أرض الواقع بامتلاك مهارات التنفيذ و الانجاز و المثابرة، أنت لم تُخلق عبثا .. أنت ميسر لشيء ما خلقت من أجله ..ماهو ؟  اكتشف شغفك في الحياة و اكتشف أدوارك .. و ارسم لوحتك .


و دمتم بكل الود .. دمتم في رعاية الرحمن 

السبت، 25 يناير 2014

صعوبات التعلم 3/3



أخيرا نختم في هذه التدوينة موضوع صعوبات التعلم ..

نحاول فيها شرح العلاقة بين الموهبة و صعوبات التعلم

قبل أن أسترسل .. دعوني ألعب دور سبيس تون هنا و أسألكم .. ما الرابط بين : صعوبات التعلم .. و الموهبة

طبعا انتظر أن تقولوا انها علاقة " تضاد " لأخبركم بأن إجابتكم ... خطأ

قد يعتقد كثير من الناس أن صعوبات التعلم و الموهبة هما طرفي نقيض لكن هل تصدقون أن بعض الموهوبين يعانون من صعوبات التعلم !

دعونا نقولها بشكل آخر .. بعض الاطفال الذين يعانون من نوع من انواع صعوبات التعلم .. يمتلكون مواهب غير عادية في مجال ما مختلف.

ليس تخريفا في هذا الوقت من الليل بل هو نتيجة لأبحاث "برودي " و "ميلز" ..

 الأطفال الموهوبين الذين يعانون من صعوبات التعلم، ثلاث فئات ..

1- طفل موهوب.. تنجح قوة موهبته بالاضافة الى مثابرته في حجب صعوبة كامنه .. فيُعرّف على اساس انه طفل موهوب فقط دون الالتفات الى الجانب الذي يعاني فيه صعوبة. و ممكن بعد عدد من السنوات في المدرسة يتفاجأ مدرس ما بمستواه في الكتابة مثلا مقارنة مع تفوقه غير العادي في الرياضيات.

2- طفل لديه صعوبة تعلم شديدة بحيث يمكن ملاحظتها بسهولة ولكن لا أحد يهتم بقدراته العالية في جانب ما يعتبر موهبا فيه ، بسبب طغيان شدة الصعوبة على اهتمام المدرس او ولي الامر بملاحظة الموهبة التي قد يمتلكها.

3- المجموعة الثالثة هي الاوسع انتشارا .. أن تشكل قدرات الطلاب التي يتمتعون بها (الموهبة) و صعوبات التعلم التي يعانون منها أقنعة لبعضها البعض .. فيكون أداءهم في المستوى المتوقع من الاطفال في مثل سنهم ولا يصنفون على انهم يعانون من صعوبات أو انهم موهوبين و يعتبرون طلبة عاديين .

هذه الفئة الثلاثة في الغالب تكون للطلاب في الصفوف الابتدائية .. لأن الطالب كلما كبر .. كلما كبرت معه الصعوبة التي يعاني منها ان لم يتم الالتفات لها و محاولة علاجها ..

من القاسي جدا أن نحكم على الطفل سريعا وبدون تشخيص .. بأنه أقل من اقرانه في وقت تتطور الابحاث فيه فيما يخص تشخيص و علاج كلتا الحالتين الموهبة و الصعوبة . و في وقت لا يواكب مستوى التعليم أبدا المستوى العالي لأبحاث الدماغ .

اذا كنت تمتلك عين النحلة فإنك كأب أو كأم أو كمربي و معلم .. ستجد حتما مواطن قوة يمكن تعزيزها وتنميتها في ذات الوقت الذي تبحث فيه عن مواطن الضعف وتدخل في مرحلة الشك في وجود صعوبة ثم تشخيصها ثم علاجها .. و الاهم الاستمرار بمحاولات العلاج فإن لم تختفي الصعوبة تماما .. فإنها حتما ستضمر و تتضاءل على الأقل .

لتكون والدا / أما أو ولي أمر ناجح .. عليك القيام ب 6 مهام :

1- تقبل تفرد الطفل و تقديره

2- مساعدة الطفل على حب نفسه و الارتباط جيدا بالآخرين

3- مساعدة الطفل على تطوير العلاقات و الشعور بالانتماء داخل العائلة

4- رعاية تطور القيم لديه

5- تعزيز الدافعية الذاتية و الادارة الذاتية و الانضباط الذاتي

6- مساعدة الطفل على اكتشاف عواطفه و بيئته


(لفائدة مضاعفة .. حاول الحصول على كتاب: دليل الوالدين في تربية الأطفال الموهوبين ( A parent's guide to gifted children) لأربعة مؤلفين و هو من اصدارات "موهبة" تنشره العبيكان نقله للعربية د.شفيق علاونة )

بالمناسبة .. تعليقاتكم تشعرني أنني لا أكتب لنفسي فقط و أن هناك من يقرأ .. هذا يحفزني للكتابة .. و شكرا :)


 دمتم في رعاية الرحمن