السبت، 17 ديسمبر 2016

طارد أحلامك..

م. منال الفيلكاوي
December 17, 2016


طارد  أحلامك
خطتك الشخصية ٢٠١٧ 

طارد احلامك ايها الفارس ، لا تترجل الا للتزوّد لا تترجل الا لتفكر و تتأمل العام الذي مضى و ذلك المقبل الجديد قادمٌ إليك يحمل بين يديه مستقبلك، هل فكرت ماهو الجديد الذي تريد أن تضيفه الى هذا العالم في ٢٠١٧ ؟ ما الذي تريد ان تضيفه الى نفسك الى سيرتك الذاتية ؟ ما هي العادات التي تريد أن تعززها لتشدك بحبالها الفولاذية نحو اهدافك و نحو النجاح ؟ هل فكرت في سلوكك وما هي العادات التي تأخذك بعيدًا عن أهدافك و تنوي التخلص منها نهائيا في هذا العام الجديد؟  آه لو تعلمون ما الذي تستطيع أن تفعله بكم عاداتكم!  هي الأعجوبة التي لو فهمتها امتلكت تلك العصا السحرية التي نحلم كلنا بها لتحقيق النجاح.. العادات الصغيرة التي لا ندركها في احيان كثيرة هي أكبر مؤثر ينسج قراراتنا و يرسم سلوكنا و ينحت شخصيتنا، اعتن بعاداتك و حسّنها تتغير حياتك كلها،  طارد احلامك و انشر على صفحة ديسمبر اهدافك السابقة التي كتبتها في بداية ٢٠١٦، تأملها هدف هدف قيّم انجازاتك هل كنت كسولا؟ اكتب العوائق التي اعترضت طريقك ، فكر في العوامل التي ساعدتك في انجاز الأهداف المُنجَزة ليساعدك ذلك في الانطلاقة الجديدة. 

قيّم أهدافك السابقة .. هل كانت طموحة أكثر من اللازم ؟ بسيطة لكنك لم تتابع انجازها ؟ هل فقدت التركيز في منتصف الطريق؟ هل تغيرت أفكارك فاعتنقت غيرها و تبرأت من سابقتها؟ بالطبع لا ضير في أن تتغير ، لكن عدّل خطتك و شق طريقك من جديد فالمشكله لم تكن في التخطيط حينما تغيرت، و لا ضير في أن تتغير فكلنا نتغير و تتغير اهدافنا لكن الخطأ أن لا تواصل الطريق، الخطأ ان تفتر و تترجل في موطن لا يليق بك ان تترجل فيه، طارد أحلامك حتى و إن تغيرت حتى عندما تتطور حتى عندما تضمر أحلامك و تصبح أحلامك أصغر حتى عندما تتضخم أحلامك و تصبح أكبر طاردها لأنك تستحقها طاردها لأن (( النجاح لا يأتي مصادفة لأحد و إنما هو حليف أساسي لمن يملكون الجرأة، لا يعرفون التردد في اتخاذ القرار المناسب في مواجهة أي موقف مهما بلغت صعوبته)). 

لماذا تطاردها هل نحن في حرب؟ نعم والله حرب .. حرب عدوك فيها كسلك و عجزك و ميلك الى الدعة و الراحة، عدوك فيها مشتتات و ملهيات و الوان و اشكال من المغريات التي تسرقنا من أنفسنا و من أحلامنا، هل تبحث هنا عن الراحة؟ من لم يدرك حتى الآن أن احلى راحة هي راحة الانجاز بعد التعب لم يدرك معنى الحياة بعد، من لم يدرك أن راحة المسلم الحقيقية لا ينبغي أن تكون الا في أول قدم يضعها في الجنه فاته الكثير ليدركه حتى الآن! 

استعرض على صفحة ديسمبر أدوارك ، مجالات حياتك ، دورك في حياتك الأسرية ، دورك في حياتك الوظيفية ، دورك في العمل التطوعي ، مع صحبك و اقربائك ، دورك في صناعة ثقافتك ، في المحافظة على صحتك، دورك في رعاية قلبك في عباداتك في عمارة الارض، دورك مع ابناءك - و تذكر ان خطة الابناء ليست هي خطتك الشخصية فخصص لها وقتا مختلفا- ، قلّب بصرك في كل الزوايا و استعرض نفسك في كل هذه الأدوار، فكر فيك في الشخص الذي تريد أن تكونه، ثم ارسم استراتيجية حياتك - ان لم تكن لديك واحدة- و اختر منها خطوتك التاليه ، اختر منها الجزء الذي يخص ٢٠١٧ و يجب أن ينجز قبل انقضاء العام ، اجتزأ منها قدرا معقولا من الاهداف ،  مراعيا الفترات الزمنية التي سوف تمر عليها لتكن حسبتك صحيحة ، خذ في حسبانك مواسم العبادة (رمضان) مواسم السفر .. مواسم الامتحانات مواسم الانشغالات .. استعرض كل الفترات الزمنية خلال العام ثم حدد (متى .. سيكون الموعد النهائي لانجاز كل هدف كتبته في خطتك؟ ) .

هل أحتاج أن أذكرك أن تجعل أهدافك smart ؟  

يجب أن تكون اهدافك (محددة  S) و (قابلة للقياس M) و (متفق عليها من الاطراف ذات العلاقة A) و (واقعية فلا هي صعبة جدا و لا سهلة جداR) و (محددة بزمن و موعد لانجازها T) . 
من الأخطاء التي قد نقع فيها عندما نريد أن نجعل اهدافنا محددة بزمن، ان نحدد موعد بداية كل الاهداف ..هو بداية العام ، و موعد انجاز كل الاهداف هو نهاية العام ، و هذا خطأ، لأنك في كل فترة تحتاج أن تركز على عدد قليل من الأهداف فالتركيز هو كلمة السر هو مفتاح الانجاز ، كلما قل عدد الأهداف التي تركز عليها في مدة زمنية محددة كلما ارتفعت نسبة احتمال انجازه. 
قسّم اهدافك ، مثلا .. هدف سوف تنجزه في الربع الاول من العام ، هدف في شهر رمضان ، هدف في شهر ابريل و هكذا .. و اقترح أن تحصر مواعيد انجاز اهدافك في العشرة شهور الأولى و اترك نوفمبر و ديسمبر للاستدراك ، اترك لنفسك دائما فسحة لاستدراك تقصيرك لكن اجعلها معقوله و احذر ان تعتمد عليها و تقع في مصيدة التسويف. 


في الختام .. تذكر أن التركيز هو المفتاح و كل التوفيق بيد الله تعالى، استجمع كل طاقتك و صبها في هدف محدد و استعن بالله و لا تعجز ، و دمتم في رعاية الرحمن . 

الجمعة، 2 ديسمبر 2016

القيادة






لولا المشقة ساد الناس كلهم   ***  الجود يُفقرُ و الإقدامُ قتّالُ

القيادة تجربه انسانية مفعمه بالتحدي قد يمر بها الانسان مرات عديدة في حياته في مواقف تكبر او تصغر يقود مجموعة من الافراد أو الفِرق تكبر او تصغر .. ربما تكون تجربه ممتع و ربما لا تكون، و الفيصل هنا مقدار ما يمتلكه هذا القائد من مواصفات القائد الناجح او تعدد و نوعيه المهارات التي يملكها و التي تؤثر في العمليه كلها. 

أبلغ ما يمكن أن يقال في وصف القائد الفذ من وجهة نظري أنه ذو رؤيه ثاقبه ،  فإذا كانت مهمة القائد هي (تحريك الناس نحو الهدف) فإنه لن ينجح  اذا لم يرَ هدفه بوضوح ، ويرى الاشخاص من حوله جيدا فيدرك قدراتهم و مهاراتهم و امزجتهم و كيف يخرج افضل ما لديهم و يوجههم بانسجام نحو الهدف، نعم هي ليست مهمه سهله  و لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إِنَّمَا النَّاسُ كَالإِبِلِ الْمِائَةُ لاَ تَكَادُ تَجِدُ فِيهَا رَاحِلَةً “  لذلك نستطيع ان نفهم ان عدد الرواحل لا يتعدى ١٪ من البشر  


ما أكثر الناس لا بل ما أقلّهم .... الله يعلم أني لم أقل فندا 
إني لأغلق عيني ثم أفتحها ..... على كثيرٍ لكن لا أرى أحدا 


  اذا كنت ايها القائد لا ترى هدفك بوضوح و لا ترى الطريق اليه بمنعطفاته بطرقه الفرعيه بعوائقه و صخوره جباله و سهوله فإن مهمتك صعبه جدا، لا يفترض بالقائد ان يعتمد على تخمينات او رؤيه ضبابيه و هنا تأتي قوة المعلومة و أثرها في رسم تفاصيل الطريق الموصل للهدف، الفن في توظيف المعلومات بشكل احترافي لرسم طريق الوصول الى الهدف مهارة أساسية للقائد الناجح ، فإن لم تتوفر فيه، كان لزاما عليه أن يستوردها و يستعين بمن هو قادر على إكمال نقصه في هذا المجال. 


القيادة صاحبة الرؤية الثاقبة عليها أن ترى أمرين بوضوح ١- الهدف و الطريق إليه .  ٢-الناس الذين سوف تحركهم نحو الهدف (فريق العمل).


كيف يمكن للقيادة أن ترى الناس بوضوح ؟ 


هنا يأتي دور القائد الانسان القريب الذي يخالط الناس و يتعايش و يقدّر الامكانيات و يمكّن الأشخاص و يسد نقصهم بالموارد المتنوعة ، فإن لم يجد مواردًا كافيه وضع المشكله (نقص الموارد) على طاوله البحث و ناقشها و اتفق مع الفريق على حل و تابع تطبيقه ، فتجاهل المشاكل خطأ يقع فيه القائد احيانًا فإن فشلت مهمته ألقى باللوم على ضحية ما من الفريق ..

كما أننا نخبر المدرسين أن نجاح طالب أو فشله يعتمد على المعلم بالدرجة الأولى كذلك نجاح المهمة أو فشلها يعتمد على القائد بالدرجة الأولى فالقائد الفذ المتميز الناجح لا يسرد قائمة المبررات بعد فشله  و يعتبر النجاح في تحقيق الهدف انجاز مشترك و الفشل في تحقيق الهدف  يقع بالدرجه الأولى على عاتقه هو قله قليلة من القادة يملكون جرأه كافيه ليعتبر الفشل في تحقيق الهدف هو  فشله الشخصي كقائد في هذه المهمة تحديدا ، هل يخاف القائد الذي تعود النجاح أن يقع في الفشل أحيانًا؟ 


هل يفشل القائد الفذ؟ 


نعم قد يفشل .. القائد الجيد ايضا يفشل ، وربما شخص آخر بمهارات اقل ينجح فيما لم ينجح هو فيه، قد يجيد القائد التعامل مع مواقف معينه و لا يجيد التعامل مع مواقف أخرى ، قد ينجح في بيئة معينة و يفشل في أخرى ، و اعتقد أن القائد الذي يدعى أنه لم يمر بلحظات فشل في حياته هو شخص مشكوك في ادعائه، بالرغم من ذلك كله اعتقد أن النجاح أو الفشل في القيادة مسألة نسبية لا تحتمل الحصر في لونين فقط إما أبيض أو أسود ، و لا تحتمل تقييمها بالوصول الى الهدف او عدم الوصول اليه فالهدف ذاته قد يكون غير قابل للتحقيق أصلا و قد يكون سهل جدا و لا يخلق أي تحدي.. 


في مسألة تقييم القائد .. دائما استحضر موقف عمر بن الخطاب مع خالد بن الوليد يوم عزله ابن الخطاب بعد وفاة أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، و حين أثبتت الأيام لعمر صدق تقييم أبا بكر الصديق فقال : (أمّر خالدٌ نفسه ) القائد القوي لا يضيره إن كان على رأس الهرم أو في قاعدته سيعرف كيف يشق طريقه للنجاح سيعرف كيفية التعلم المستمر من الفشل و من النجاح ايضا سيكون الاثنان .. النجاح و الفشل وقودا لنجاح جديد وقودا  يضاعف  قدرته على القياده.

  القائد الجيد -من وجهة نظري الشخصية- سأعرفه من موضعين اثنين ، الأول التواضع في لحظات الانتصار و الثاني سرعة النهوض بعد الفشل .. و دمتم في رعاية الرحمن 


م. منال الفيلكاوي

ملاحظة : هي ثرثرة .. من بعد تأمل في معنى القيادة ، لا اقصد احدا بعينه و لم اكتب هذا الكلام و انا افكر بشخص بذاته .. 




الاثنين، 10 أكتوبر 2016

٣ قواعد تجعل طفلك يحب الرياضيات




يقول مارك توين و هو كاتب أمريكي : 
“ يكمن سر النجاح في تقسيم مهامك المعقدة و المربكة إلى مهام صغيرة و سهلة، ومن ثم البدء بأولها”

تخيل أن لديك مهمة صعبة و كبيرة و لا تعرف كيف ستنجزها كاملة وهي  ضرورية في نفس الوقت لا يمكنك التهرب من انجازها، ماهي المشاعر التي سوف تشعر بها تجاه هذه المهمة ؟ 

نحن أعداء ما نجهل .. المعرفة و التعامل مع المهمات الواضحة و السهلة من الأشياء المريحة لأدمغتنا، الدماغ يحب التعامل مع التحديات المعتدلة في درجة صعوبتها ، لا هي معقدة بالنسبة له ، و لا هي سهلة جدا و تافهه لأنه في كلا الحالتين لن يرغب في انجاز المهام ما لم تكن تحديات معقولة بدرجة كافية لاثارة اهتمامه و قابلة للانجاز بالنسبة له .. عندها فقط سيستمتع بالمحاوله و الانجاز .. 

أي مهمة معقدة و صعبة يمكنك تحويلها الى أجزاء أو الى عدد من المهام المعقوله في صعوبتها أقصد تحويلها الى تحديات “قابلة للتحقيق” و هذا هو احد اهم اسرار تحويل اي مادة صعبة بالنسبة للطفل الى مادة سهله مع قليل من العمل و المثابرة.. لا تشرح له القسمة المطولة اذا كان لا يحفظ جداول الضرب ، لا تعلمه الضرب اذا كان غير متمكن من الجمع و الطرح .. 

و من هنا نستطيع أن نقول ان القاعدة الأولى : 
( اصنع له تحديات قابلة للتحقيق ) 

عندما تضع لطفلك مسائل الرياضيات التي تريد منه حلها تأكد انها في مستوى معقول بالنسبة له ، قد يكون اخذ القسمة مع معلمه في المدرسة ، لكن القسمة بالنسبة له تحدي صعب و غير قابل للتحقيق و عملية تدريسك لابنك و الانهماك في شرح القسمة المطوله له مرهقة جدا لأنه لازال لا يمتلك السرعة الكافية في عمليات الجمع و الطرح و الضرب .. ليست القسمة هي الصعبة في الحقيقة أنت من قفزت الى تحدي جديد لازال طفلك غير مستعد له، الحل ان تشتغل على الجمع و الضرب قبل ان تقفز الى القسمة  . 
و الآن دعوني أسألكم .. كم منكم يؤمن بالخرافات التالية :

 (يجب أن تكون شديد الذكاء لتكون جيد في الرياضيات ) 
 ( من المقبول ان تكون ضعيف في الرياضيات لأن هذا حال معظم الناس)
 ( لا نستخدم الرياضيات كثيرا الا في مهن و اعمال خاصة ) 
( لم يبرع اي من والديك في الرياضيات ، من أين سيأتيك حب الرياضيات؟) 

اذا كانت تلك العبارات او اي منها  من الافكار الراسخة لديك فمن المؤكد انك نقلتها لأبناءك بشكل مباشر او غير مباشر .. صدقني حتى لو لم تخبرهم مباشرة بذلك تنساب قناعاتنا بشكل سلس الى رؤوس اطفالنا شئنا أم أبينا ، و لذلك نجدهم يطورون موقفا سلبيا من الرياضيات بشكل عام و هذا الموقف السلبي هو حاجز فولاذي يحول دون تميزهم و براعتهم في الرياضيات لأنك بهذه القناعات قللت دافعيتهم ، و جعلتهم يشعرون بعدم جدوى تعلم الرياضيات أصلا . 

القاعدة الثانية : 
(اعكس السلبية تجاه الرياضيات من خلال تغيير موقفك منها) 

من الطبيعي أن تستغرق وقتا لتغيير موقفك تجاه الرياضيات، سيساعدك التعرف على طريقة عمل الدماغ و طريقة معالجته للمعلومات و يجب أن تعرف أن الطالب الذي يشعر بالقلق في حصة الرياضيات بسبب الأفكار المسبقة عن المادة.. سيكون احتمال وصول المعلومات الى منطقة التفكير الواعي لديه و مناطق الذاكرة طويلة المدى (تساعد على بقاء المعلومات لمدة اطول) احتمال قليل . فالتوتر هو الحاجز الرئيسي الذي عليهم التغلب عليه لوصول المعلومات بشكل جيد الى ادمغتهم. و مثل ما يفعله التوتر .. يفعله الاحباط أيضا عند الملل من تكرار التجربة خاصة اذا كانت التحديات اكبر من مستواهم و غير قابلة للتحقيق وهذا ما تكلمنا عنه في القاعدة القاعده الاولى. 

احد أهم اسرار الدماغ مادة (الدوبامين) و هذه المادة الرائعة و ارتباطها بصناعة الموهبة تكلمت عنها في مقال سابق في مدونتي ، ما علاقة هذه المادة بحب الرياضيات؟ 

كل تجربة ناجحة ينجزها الطفل في الرياضيات .. كل مسألة كل ورقة عمل كل انجاز كل تحدي بذل جهدا ثم حققه .. مهما كان هذا الانجاز بسيط في فهم شيء جديد او حفظ عبارة ضرب جديدة  سيؤدي الى زيادة مستوى مادة الدوبامين في الدماغ و (الدوبامين) ناقل عصبي زيادة افرازه يصاحبها الشعور بالمتعة و انخفاض القلق و زيادة (الدوبامين) تشجع الطفل على خوض تحديات جديدة و حل مسائل اكثر و الاستمتاع في انجازات اكثر مرتبطه بالمادة سواء الرياضيات او غيرها . 
زيادة (الدوبامين) يرفع مستوى الدافعية ، يقوي التركيز و يقوي الذاكرة، و الدماغ يفضل دائما تكرار الافعال التي تساعد على اطلاق الدوبامين ، فمتى ما كانت التحديات و المسائل التي تعطى للطفل قابلة للتحقيق و فيها مستوى تحدي معقول ساعدت حتما على اطلاق الدوبامين و هذا سيجعله يرغب في المزيد من المسائل المزيد من اوراق العمل و لن يشعر بالملل و الاحباط المرتبط اما بسهوله مبالغ فيها او صعوبة مبالغ فيها و هنا نصل الى

 القاعدة الثالثة : 
( استمر في تقدم التحديات القابلة للتحقيق بشكل مستمر ، حتى تولد الدافعية و تقلل من القلق وتزيد الاستمتاع )  

بالتأكيد ستجد نصائح و قواعد اكثر من هذه الثلاث قواعد التي سقتها لك هنا لكن اعتقد انها هذه الثلاث قواعد هي اهم ما يمكن ان يجعل طفلك يحب الرياضيات ، لماذا نريد منه أن يحب الرياضيات؟ هل تأخرنا في الاجابة عن هذا السؤال؟ 
أيا كان دافعك لغرس حب الرياضيات عند طفلك، لكن دعني أخبرك أن الرياضيات تنمي تفكير طفلك المنطقي لدرجة أن أفلاطون عندما أسس أكاديميته كتب على بابها : ( لا يدخل علينا من لم يكن رياضيا) 


و دمتم في رعاية الرحمن .. 

الخميس، 5 مايو 2016

صناعة الموهبة



تبهرنا الموهبة الفذة وقد نظن انها هبةٌ تنزل من السماء ، دون بذل او سعي ،أو أنها جينات وراثية لا نملك الا الحسرة و الأسف على عدم توافرها لدينا ، بدأ الناس مؤخرا يعتقدون بأهمية التدريب و دوره في صقل موهبة لها أساس فطري في الموهوب وهذا سليم تماما . لكن ماذا عن الاشخاص الذين لا يملكون اساس فطري للموهبة؟

ما وصل اليه علم الأعصاب اليوم  يخبرك انك ممكن ان تكون موهوبا في اي مجال تحبه, اي مجال !

كيف؟!
افضل وسيلة تساعد دماغك فيها هي أن تعرف كيف يعمل ثم تقوم بما يعزز كفاءته ، سأخبركم اليوم من خلال الاسطر القليلة القادمة كيف يمكن ان تصنع موهبتك.

منذ مدة كان علم الاعصاب يخبرنا ان زيادة الوصلات العصبية بين الخلايا العصبية هو المسئول عن عملية التعلم و هذا كلام صحيح ،  إلا أن اكتشاف آخر مذهل اضيف الى علم الاعصاب ، بخصوص مادة يفرزها الدماغ تسمى (المايلين) .

يقول استاذ علم الاعصاب في جامعة كاليفورنيا جورج بارتزوكس : المايلين هو مفتاح التحدث و القراءة ومهارات التعلم و أن تكون انسانًا.

ماهو المايلين : هو مادة تسمى ايضا (المادة البيضاء ) عازلة تغلف الخلايا العصبية و الألياف العصبية.

 في علم الاعصاب ٣ حقائق غاية في الأهمية:

١- كل حركة أو فكرة أو شعور هي عبارة عن اشارة عصبية محددة التوقيت تسافر عبر سلسلة من الخلايا العصبية في دائرة من الألياف العصبية.

٢- المايلين عازل يلف هذه الألياف العصبية و يزيد من قوة الاشارة العصبية و سرعتها و دقتها.

٣- كلما اشعلنا دائرة محددة من الألياف العصبية حسّن المايلين بالتفافه على الالياف العصبية تلك الدائرة و صارت حركاتنا و افكارنا اكثر سلاسة .

فلو بدأنا بتعلم شيء جديد (اشعلنا دائرة جديدة) سيبدأ المايلين يفرز و يلتف على الليف العصبي و كلما اعدنا اشعالها يزداد المايلين و يعزل الالياف العصبية اكثر و زيادة المايلين تساوي بالضبط زيادة الموهبة و الذكاء .

المهم في الموضوع ان علماء الاعصاب يخبروننا ان المايلين يفرز بشكل اكبر عندما نقع في الأخطاء و نعدّل اخطاءنا و نقوّمها حتى نقوم  بالعمل بشكل صحيح.


إذا .. الأخطاء جيدة عندما نثابر من اجل تقويمها . . تقويم الأخطاء هو الذي يحفز الدماغ لافراز المايلين .


هل تعلم ما هو السر في نبوغ لاعبي الكرة في البرازيل؟

هل سمعت يوما عن الكرة الخماسية؟
تم ابتكار الكرة الخماسية في البرازيل سنة ١٩٣٠ كبديل للتدريب في يوم ممطر ، فكرتها ان يتم لعب كرة القدم في غرف مغلقة يستخدم اللاعبون فيها كرة بنصف حجم كرة القدم العادية و أثقل مرتين ، عدد اللاعبين في الكرة الخماسية  نصف عدد اللاعبين في كرة القدم العادية خمسة او ستة لاعبين فقط.
ماهو السر في هذه الكرة الخماسية  ؟
اللاعب في كرة القدم الخماسية يلمس الكرة اكثر بكثير من لاعب الكرة العادية ف المكان اضيق و عدد اللاعبين اقل و لأن الكرة اثقل و اصغر في الحجم فهي تمنح اللاعب مهارة أدق من المهارة التي يكتسبها من التدريب على لعب كرة القدم العادية..

الفرق .. ان اللاعب البرازيلي يتدرب بشكل اعمق و اكثر من غيره ، فرصة ارتكابه للخطأ عندما تكون الكرة اصغر و اثقل اكبر من فرصة ارتكابه للخطأ عندما يلعب بالكرة العادية، فهو إن تفوق بالكرة الخماسية فبالتأكيد .. سيتفوق بكرة القدم العادية.

الآن تخيل معي طفل يكتب بطريقة خاطئة .. و مربي (ام او اب  او معلم) يلومه على الخطأ و يؤنبه عليه.. ماذا لو ان هذا الطفل قرر انه لن يجرب مرة اخرى لأنه اعتقد انه لا يعرف و عندما لا يعرف فهو انسان سيء يستحق التأنيب .. هنا بالضبط سيتوقف دماغه عن افراز المايلين ، ليست الاخطاء هو ما يجب ان يقلقنا .. بل يجب أن نقلق عندما تخفت روح المثابرة و اعادة المحاولة لتصحيح الخطأ عند الطفل ، اكبر دور يمكن ان يقوم به اي معلم او ولي امر .. أن يتقبل الأخطاء و يحفّز المثابرة و اعادة المحاولة هذا هو ما سيجعل دماغ الانسان يفرز المايلين .

صادفت اطفال اذكياء .. كبتت محاولاتهم نظرة ام غاضبة من ارتكاب الطفل  لخطأ لأنه حاول ان يقوم بعمل لا يتقنه، هذه جريمة نرتكبها بوعي أو بدون وعي في حق اطفالنا .. نحن نكبت مواهبهم بدلا من توفير بيئة مناسبة ليرتكبوا فيها الأخطاء و يحاولوا تقويمها ، سيصل طفلك للموهبة بهمة الطفل المتحفز للانجاز بفطرته الا حين نكبتها بردود افعالنا.

ان تطور علم الاعصاب يلقى على التربويين مسئولية اعادة النظر في الاساليب التربوية المتبعة .. هل تعليمنا يساهم في بناء الموهبة ؟ أو يكبتها؟

الخلاصة :

كيف نصنع الموهبة ؟

حاول اتقان ما لا تعرفه .. ارتكب الأخطاء و ثابر لتحسين الأداء و عندما يصبح أداؤك  بدون اخطاء ابحث عن مستوى اعلى ، لترتكب فيه الأخطاء من جديد و تثابر للوصول الى الأداء المتقن فتتلافى فيها أخطاؤك السابقة بعد التدريب المكثف العميق.

م. منال الفيلكاوي
eng.manal.77@gmail.com

الخميس، 25 فبراير 2016

١٠ أمور تخبر بها أبناءك اليوم تعبر عن وطنيتك

١٠ أمور تخبر بها أبناءك اليوم تعبر عن وطنيتك 

* اخبر أطفالك ان الوطن للجميع يعيش فيه من يوافقك في الرأي و من يخالفك فيه، من يوافقك في المذهب و من يخالفك فيه، من هو أغنى منك و من هو أفقر منك.. لا يتم احتكار الوطن لأحد أبدا

* اخبر أطفالك أن ثروات الوطن وقف للجميع و أن المسئول عن أي من ثروات الوطن هو شخص مثل غيره من الناس لكنه مُؤتمن على مال الكويتيين كلهم، من يحبهم و من لايحبهم و في كل الأحوال لا يحق له ان يمنح بعضهم او يحجب عن بعضهم ما تم توكيله عليه فالمناصب تكليف لا تشريف
 
* اخبر أطفالك ان الخير في أيدي الكويتيين هو عارية من الله تعالى وهبها لهم ليرى كيف يعملون و في اي لحظة هو قادر سبحانه على حرمانهم منه.

* اخبر أطفالك ان التعبير الصحيح عن الوطنية في حفظ موارد الوطن و في تنميته و في نشر العدالة و النزاهة في نفسك ابدأ بنفسك و ستنتشر في وطنك و اعلم ان اللص الصغير لا يختلف أبدا عن اللص الكبير لا تنظر الى صغر ذنبك و لكن انظر الى عظمة من عصيت
 
* أخبر أطفالك ان الكويت بناها جيل كان يؤمن بقيمة العمل و يكدح في طلب الرزق حتى صارت الكويت على ما ترى الآن فإن اخترت الكسل و العجز فقد حِدت عن الدرب.

* أخبر أطفالك أن الوطن الصالح و المجتمع الصالح هو مجموعة أفراد صالحون فأصلح نفسك و حفّز غيرك و ارقب السماء ولا تخشٓ الا الله.
 
* اخبر أطفالك انه من حسن المواطنة ان تتعلم و ترتقي بذاتك لتتمكن من الارتقاء بوطنك
 
* أخبر أطفالك أن الفرح مطلوب و من غايات الاسلام إسعاد البشرية، غير أن حدود فرحك تقف عند حد ضرر الآخرين فلا تجعل من فرحك سبب حزن اي إنسان .
 
* أخبر أطفالك أنه من الوطنية حسن العشرة و توقير الكبير و احترام المعلم والتسامح مع من تحب و من لا تحب .
 
* اخبر أطفالك أن محمد صلى الله عليه وسلم أحبّ وطنه مكه و لولا ان قومه أخرجوه منها ماخرج أبدا ، حب الوطن ايمان و من الكويتيين من دفع دمه ثمنا واختار الشهادة ليحمي ثرى الكويت على مر التاريخ قبل الغزو العراقي وبعده فماذا ستقدم انت لهذا الوطن؟ هل سيفتخر فيك وطنك؟ ام ستكون عالةً عليه؟ وصدق الرافعي حين قال: من لم يزد شيئا على الدنيا، فهو زائد عليها. 

اسأل الله لكم قرة عين لا تنقطع .. واسأل الله لهذا البلد الأمن و السلام و لأبناءه الوحدة و الألفة و التعايش و ان تنتشر فيه العدالة و النزاهه و كل عام و أنتم بخير 🇰🇼🇰🇼🇰🇼

م.منال الفيلكاوي 
25 فبراير 2016

السبت، 9 يناير 2016

سورة يوسف


قال عطاء بن ابي رباح :

 سورة يوسف ما قرأها محزون الا استراح . 


جاءها يكلل محياه ألم و خيبة ، كل هذا البكاء الذي بكاه في غرفته عندما أغلق على نفسه الباب ما كان حقا لسبب مهم يستحق البكاء  - من وجهة نظرها طبعا - فهي أمه و ترى انها يجب أن تخبره متى يبكي و متى لا يبكي، دعونا نفكر بالمنطق قليلا .. هل يجد الوالدين اسبابا منطقية لبكاء الابناء عادةً ؟ ام ان اغلب حزنهم و بكائهم مرفوض و غير مبرر بل غير مسموح به احيانا؟ 

نتسلط و نسفه أسبابهم و نظن انهم يبكون على اشياء غير مهمة و يغضبون لأسباب غير منطقية و يتمسكون بعمل التوافه احيانا و يتكلمون بطرق غريبة نريدهم راشدين يتصرفون تماما مثل الكبار ، و الأجدر  بنا أن نساعدهم على التعامل مع مشاعرهم و انفعالاتهم ايا كانت اسبابها . 

أكاد اضغط على زر ايقاف الصورة حتى لا تتفوه امه بما تنوي قوله لولدها ، أكاد اضع يدي على فمها ، اسمحي له ان يبكي و يحزن لا ترفضي تعبيره عن حزنه بالبكاء . امسحي على رأسه و أخبريه بما سألقنك إياه . 

“ نعم .. انت حزين و بكيت كثيرا و انا حزينة ايضا لأنك متضايق .. لكن قبل أن تطلب مني تغيير واقع قد لا أستطيع تغييره لأسباب كثيرة ، دعني أخبرك شيئا مهما .. تفعله عندما تكون حزينًا ، فالحزن يا ولدي شعور طبيعي يمر به الكثير من الناس في حياتهم لأسباب يرونها تستحق الحزن .. مشكلة الحزن انه يعطل استمتاعنا بالحياة و قد يعطل مثابرتنا لتحقيق اهدافنا ، مشكلة الحزن يا ولدي أنه يمتص الألوان من لوحة يومنا فيجعلها بالابيض و الأسود ، الحزن ياولدي من المشاعر التي يجب ان نتعامل معها بحكمة و بسرعة ،، حتى لا تمتص اوقاتنا و زهرة شبابنا . 

ستجد أن الخروج من دائرة الحزن الى السعادة أسهل مما تتوقع و اقترح بعض الباحثين أن تغير مكانك ، او أن  تمارس نشاطا جديدا و مختلفا بعض الشيء ، تمشي حافيا على الرمل أو تملأ رئتيك بهواء الشاطيء ، لكن أعجب ما سمعت و أروع ما مر علي في معالجة الحزن كلام ابن تيمية حين قال : ما يصنع أعدائي بي ، أنا جنتي و بستاني في صدري اينما ذهبت فهي معي، إن سجني خلوة و قتلي شهادة و نفيي سياحة. 

و كم تعجبت من هذه الجنة .. بم بذر بستان جنته تلك؟ و كيف ارتفعت اشجارها الباسقة لتظلل قلبه و تحميه من حرارة المواقف و حزنها و ألمها ، فعرفت أنها علاقته مع الله و مع كلام الله و مع معجزة الله الخالدة .. القرآن . 

أتدري يا ولدي .. أن في القرآن سورة ما قرأها محزونٌ الا و استراح .. أتدري ما هي ؟ انها سورة يوسف “ 

ضمته الى صدرها و مسحت  على ألمه بكلماتها فساقه الفضول الى الرجوع الى غرفته، و البحث عن هاتفه النقال .. كتب في خانة البحث ( سورة يوسف ) فظهرت له تسجيلات كثيرة للسورة ، ظل يتنقل بين الاختيارات المتنوعة حتى استوقفه صوت عذب استلقى على سريره ، يسمعها بقلبه ، ومن ذلك اليوم تعلق قلبه بسورة يوسف .. أما هي فظلت ترجو أن يكون هذا الابن ممن شملهم حديث الرسول عليه الصلاة و السلام في سبعةٍ يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله حين ذكر السبعة و ذكر منهم ( … و شابٌّ نشأ في طاعة الله .. ) 

دمتم بود  

م. منال الفيلكاوي 

٩ يناير ٢٠١٦