الأحد، 31 ديسمبر 2017

٧ نصائح ذهبية في التخطيط الشخصي




اذا كنت من ال ٣٪ من البشر الذين يخططون لحياتهم أو اذا كنت ترغب في أن تصبح واحدًا منهم فخذ مني هذه النصائح السبع. 


عند كتابة خطتك الشخصية ضع في ذهنك هذه المعلومة المهمة ، كلما قللت عدد الاهداف التي ترغب بإنجازها في ٢٠١٨ كلما ارتفعت احتمالية تحقيقك لهذه الاهداف،  ليست العبرة بالكثرة العبرة بجودة الانتقاء و القدرة على التخلص من المشتتات، العبرة بالكلمة السحرية التي تسمى (التركيز). 


افضل الطرق لتحقيق هدف عزيز على قلبك لكنك تشعر انه كبير نوعًا ما او صعب، افضل طريقة هي "تفتيت الهدف" بمعنى ان تقسّم هذا الهدف لأجزاء صغيرة تحقق في مجملها الهدف.
أشياء صغيرة جدا منظمة في قائمة يمكنك شطب الجزء الذي تنتهي من إنجازه من القائمة ،  هذه الأجزاء الصغيرة ستحد من التردد الذي كنت تشعر به عند القيام بها عندما كان الهدف بشكله السابق الكبير فكّر في الامر .


وعيك بأولوية كل هدف تساعدك في التركيز على المهم ، قم بترتيب أهدافك حسب الاولوية لا تخبرني انك تريد تحقيق كل الاهداف ، نعم أنا ايضا أريدك ان تحقق كل هذه الاهداف لكن اسأل نفسك لو لم تخرج من ٢٠١٨ الا بهدف واحد فقط فأي هدف سيكون ؟ إذا قررت .. اكتب أمامه رقم ١ ثم ، كرر العملية و اكتب امام الهدف التالي رقم ٢ حتى تنتهي من جميع أهدافك المكتوبة ، ستحصل عليها مرتبة حسب الاولوية، راقب نفسك خلال العام، أين تصرف جهدك؟ أين تصرف وقتك؟ على الهدف المهم ام الأهم؟ 


تنطلق الخيول بأقصى سرعتها في بداية السباق.. لو استطعت ان تحقق جزء من أهدافك في الربع الاول من ٢٠١٨ ، سيدفعك الإنجاز للاستمرار ، وسترتفع ثقتك بنفسك لمواصلة المسير و حبَّذا لو حددت من الان موعد التقييم الاول و يفضّل ان يكون بعد الشهر الثالث.


اجعل لك نمطًا خاصًا في التخطيط الشخصي فهو (شخصي) الكثير من النصائح التي تسمعها او تقرأها قد لا تناسبك، اسأل نفسك باستمرار .. ما هو التغيير الصغير الذي لو أدخلته  على طريقتي في كتابة و متابعة الخطة فسيساعد في جعل التخطيط عملية فعالة ؟ أدخل هذه التعديلات الصغيرة باستمرار و لا تسمح للإحباط بالنيل منك . 


اذا لم تكن لك خطة استراتيجية لحياتك فمن الأفضل ان تجعل احد أهدافك لهذا العام وضع خطة استراتيجية لحياتك .. فالخطة السنوية هي خطة قصيرة المدى و يجب ان تستقيها كل عام من خطتك الاستراتيجية الشخصية حتى تتكامل هذه الخطط السنوية لتحقيق غايتك . 


كل الأشياء الجميلة التي حققها الاشخاص العظماء .. كانت أحلام في رؤوسهم.. أحلام رأوها في يقظتهم سلبت منهم القدرة على النوم .. لا تفقد قدرتك على مواصلة الحلم منحك الله قدرات غير محدودة.. ووهبك أيامًا محدودة  فلتترك بصمتك على وجه الدنيا ف استعن بالله و لا تعجز .

في الختام دعوني أخبركم عن قصة انسان ممن احتفى بهم التاريخ ، بدأ حياته حمّارًا يحمل على حماره الأثقال و يقتات من كده ، لكنه فيما بين حياته تلك و مماته فعل الأعاجيب  حتى أن أوربا كلها احتفلت بوفاته و خيم القائد الفرنسي الفونسو على قبره فرحًا بموته ، أتدرون من هو ؟ انه الشخص الذي قرر أن يبيع حماره ليصبح خليفة المسلمين ، فخطط سنوات لهذا الحلم الذي عابه عليه بعض  أصحابه و رموهم بسببه بالجنون لكنه استطاع أن يحققه بعد ٣٠ عام ، إنه أبو عامر محمد بن أبي عامر الملقب بالحاجب المنصور ، تدرج في المناصب من متطوع في الشرطة الى الوصي على الخليفة الأموي الصغير هشام المؤيد بالله ، حجر على الخليفة الصبي و التفت الى توسع الدولة شمالا و بلغت الدولة الأموية في الأندلس أوج قوتها في عهده كيف لا و قد اهتم بثلاث : الإيمان  و العلم و قوة الدولة  . 
إنه مثال رائع من أمثلة التخطيط الاستراتيجي الشخصي ، الحاجب المنصور من الأشخاص الذين لم تكبلهم ظروفهم وواقعهم فأطلقوا لأرواحهم العنان في الحلم و أتبعوه سعيًا حثيثا حتى صار الحلم واقعا ، قدراتك غير محدودة إلا بالحدود التي يرسمها عقلك و أيامك محدودة فاصنع نجاحك الآن و اطبع بصمتك على وجه الدنيا و اترك أثر . 


و دمتم في رعاية الرحمن 

الثلاثاء، 31 أكتوبر 2017

هل أنت مسئول عن أطفالنا ؟




هل فكرت يوما ما قبل أن تختار مدرسة أبناءك أن تتعرف على مدير المدرسة ؟ هل فكرت أصلا أن المدرسة ستكون انعكاسًا في كل الأحوال لقوة القائد الذي يتولى زمام الأمور فيها ؟ 
هل حصل ذات يوما ان مدرسة ممتازة انتكست و تغير مستواها بعد تغيير المدير ؟ هل صادفك العكس أن مدرسة سيئة السمعة انقلبت فجأة الى مدرسة ممتازة بعد تغير مدير المدرسة ؟ 
بالطبع هذا يحدث لأن (( القيادة تُحدث الفرق كله)) .. و لا أعرف كيف يُنتقد التعليم  و المعلمين دون أن تُنتقد القيادات المدرسية ؟ أعلم أن البعض يعتبرها مناطق محرمة .. من انت لتنتقد المدير او المديرة ! ما الذي تعرفه حتى تناقشهم في اسلوب قيادتهم للمدراس و نسكت و نتغاضى لنصبح محترمين و مسالمين  و غير ناقدين و تبقى بعض المدارس تتهاوى الى الحضيض
عذرا ، بعض الألم على  الواقع المدرسي سيجعلني أتناقش معكم اليوم حول ما يجب أن يتقنه مدير المدرسة بحسب المعايير العالمية لمنح رخصة قائد المدرسة ISLLC  و حديثنا اليوم عن المعيار الثاني من المعايير الستة ، تكلمت عن المعيار الأول في مقال سابق تجدونه في هذا الرابط


المعيار الثاني الذي يتم تقييم قادة المدارس في كل الولايات المتحدة على اساسه قبل منحهم رخصة القيادة المدرسية  هو

((القائد التربوي يعزز نجاح كل طالب من خلال دعم و رعاية و المحافظة على ثقافة المدرسة و البرنامج التدريسي اللذين يؤديان إلى تعلم الطالب و الى النمو المهني للموظفين ))  

يتكلم هذا المعيار عن أمرين على مدير المدرسة أن يدعمهم  و يرعاهم و يحافظ عليهم أولهمثقافة المدرسةو ثانيهم  “البرنامج التدريسيالأول مرتبط بالطلبة و بالموظفين و بالمعلمين و كل من يعمل لإنجاح العملية التعليمية، و الثاني و هو البرنامج التدريسي الموجه للطالب ، المناهج و أسلوب تقديم هذه المناهج و طريقة قياس التعلم و كل ما يرتبط بالبرنامج التدريسي

دعونا نثرثر قليلا حول الثقافة ، (ثقافة المدرسة) ما المقصود بها؟ 

ثقافة المؤسسة أو ثقافة المدرسة في حالتنا هذه لها أكثر من تعريف ، من التعريفات : “ ثقافة المؤسسة (المدرسة) هي العادات و القيم المشتركة بين كافة الأفراد ضمن المؤسسة. “ (dictionary.com)

و قد يتم تعريف ثقافة المؤسسة أيضا على انها : “ مجموعة من السلوكيات المرتبطة مع البيئة الاجتماعية في العمل و تشمل ايضا كافة التوقعات و الخبرات و الفلسفات الخاصة في المؤسسة و تسهم في عكس طبيعة تفاعلها مع المحيط الخارجي” (business dictionary) 

و ايضا تُعرّف ثقافة المؤسسه بأنها : “ طرق العمل و المواقف المتفق عليها ضمن الافراد في المؤسسة” ( cambridge) 

و قد يكون قائد المدرسة واعي بماهية الثقافة المنتشرة في مدرسته و قد لا يكون ، فبالتأكيد أول خطوة لدعم و رعاية ثقافة مدرسية تدعم نجاح الطلاب أن تفهم و تفحص الثقافة الفعلية المنتشرة في مدرستك ، ماهي السلوكيات المتكررة ؟ العادات ؟ التوقعات ؟ هل يتوقع الطلاب و المعلمين أن الدراسة ستتوقف قبل العطلة بيوم و بعدها بيوم لأن عدد الطلاب الحاضرين سيكون قليل فيبنون خطط إجازاتهم على هذا الأساس؟ 
هل من ضمن السلوكيات المتكررة العنف و الاعتداء بالضرب من قبل بعض الطلبة على بعض؟ هل هو امر مُتوقع؟ هل من ضمن العادات المتكررة عند الطلاب الفوضى اثناء الانصراف من المدرسة ؟ هل يتوقع الطلاب أن دورات المياه مثلا غير مهيئة و غير جيدة ؟ هل يتوقع المعلمين أنهم يجب أن يرفعوا اصواتهم بالصراخ لينضبط الطلبة و لا بديل عن ذلك؟ 
ما هي الثقافة السائدة عندك في المدرسة ؟ ما هي السلوكيات و العادات و التوقعات المتكررة ؟ هل تدركها حقا هل تقيمها باستمرار  و ترعاها و تجعلها داعمة لنجاح الطلاب و داعمة لتعلم أفضل ؟ 
انت كقائد مدرسة لن تكون قائد ناجح اذا لم تهتم بالثقافة السائدة و ترعاها و تبنيها لتكون ثقافة داعمة لنجاح مدرستك و نجاح كل طالب في المدرسة

أما البرنامج التدريسي فهو أشمل من مجرد المناهج المدرسية ، البرنامج التدريسي يتضمن المنهج الشامل المتماسك و يتضمن بيئة التعلم المحفزة و يتضمن نظام تقييم الطلاب كما يتضمن خطتك في تطوير قدرات التدريس عند المعلمين ، يتضمن ايضا دعم استخدام التقنيات التعليمية الفعالة المصاحبة للمنهج الدراسي و في النهاية تقييم اثر هذا البرنامج على الطلبة و تحسينه باستمرار
فما الذي تفعله كقائد مدرسه حيال كل ذلك؟ 
اذا كنت ولي أمر تريد اختيار مدرسة افضل لأبناءك ، افحص هذه الامور هل تقوم المدرسة بالحد الأدنى على الأقل من رعاية برنامج مدرسي شامل و متماسك يدعم نجاح ابناءك ؟ أم أن المدرسين انفسهم لا يتقنون البرامج الجديدة التي تتغير بين الحين و الحين دون وجود استعداد كافي و لا دعم من القيادات المدرسية ؟ 


ذو العقل يشقى في النعيم بعقله 
و أخو الجهالة في الشقاوة ينعمُ