الجمعة، 6 نوفمبر 2015

لماذا يعشق القرّاء نوفمبر؟


لأن حبات المطر المتناثرة على أرضٍ جافة لا يشبهها شيء إلا القراءة يحب القرّاء نوفمبر ..

إن  ماء السماء الذي يَروي ظمأ الأرض فتنتفض و تهتز له و تنبت من كل زوج بهيج مثله مثل القراءة،  تروي ظمأ الفكر الى معارف جديدة  و أفكار تربو في العقول الخصبة و تنبت أشجارًا طيبة من فكرٍ بهيج . 

لذلك .. لازالت القراءة في الأجواء المطيرة تسحرني.. 

يعشق القراء نوفمبر .. لأنه موسم الحصاد إنه موسم معرض الكتاب، تتجول بين العقول المرصوصه في أرفف المكتبات ، تحملك الكتب الى رؤية روح الكاتب لا يوجد كتاب ، إلا و يحمل إليك عقلا جديدا أو بعض عقل .. انه بوابة ارتشاف الحكمة و المعرفة و بقدر ما تحتويه المكتبات من ابداعات فإنها أيضا ، تحتوي على تفاهات كانت طباعتها جريمة فكرية! 

كما تشارك أطفالك .. روعة تأمل المطر ، كما تشاطرهم فرحتهم بماء السماء، علّمهم أن يفرحوا بقطرات المعرفة التي تمطرها عليهم الكتب ، علمهم ان منها الصيب النافع و أن عقولهم واحدة من ثلاث.. 

١- أرض خصبة 

تتشرب الماء و تحتضنه بين ضلوعها ليختلط بمعادنها و أروع ما فيها من خبرات و معارف سابقة فيربو و يُزهر فكرا يرتفع و يرتفع كل يوم ليغدوا كباسقات النخل. 

٢- و أرض يابسة 
لا تتشرب المعرفه لكنها تجمعها في وعاء عقلها فقط و تسقي منها الآخرين  فهي وعاء جامد للمعرفه و وسيط ناقل من الكتاب الى الآخرين دون أن يبدع شيئا أو يزهر فنّا 

٣- و قيعان 
لا هي تشرّبت المعرفة  فأزهرت و لا هي التي جمعت منها و حفظت ما تنقله للآخرين لعل غيرها يُبدع إن عجزت . 
فهي تقرأ .. ليُقال قرأت .. لا هي حفظت ،ولا هي سقت منها الآخرين. 


إن القراءة تخلق لك اجنحة .. تجعلك تعيش في كل مكان ، تجعلك تطير الى البلدان و عبر الأزمان 

أنت بالقراءة .. الأمس و الحاضر و الغد الأجمل 


وقد قيل أن الفراعنة قد كتبوا على باب أول مكتبة وضعوها : هنا غذاء النفوس و طب العقول .

لذلك، لأنها طب العقول  . . تضيف لك القراءة أعمارًا اخرى الى عمرك كما قال العقاد. 

و حسبنا من كل ما قيل و سيقال في حق القراءة أنها الأمر الإلهي الأول 

لخاتم الأنبياء و المرسلين " إقرأ باسم ربك الذي خلق" . 

حسبنا أنها مفتاح الكرامة و الرفعة " إقرأ و ربك الأكرم" 

حسبنا .. أن معجزة الرسول الخاتم .. كتاب من كلام الله تعالى


فانهض اليوم و اقرأ، افتح نوافذ قلبك للمعرفة، مهارتك في انتقاء الطيب و اجتناب الخبيث سترفعك أسرع الى ما وعدك الله تعالى من كرامة.
 فاللهم إنا نسألك علما نافعا و قلبا خاشعا و عملا متقبلا. 

دمتم في رعاية الرحمن