السبت، 8 فبراير 2014

هل فكرت .. كيف تفكر؟



مهارات التفكير هو الموضوع "الجوكر" الذي تجده في كل المواضيع تقريبا .. تتكلم عن التخطيط تجد التفكير الاستراتيجي تتكلم عن التربية تجده مرتبط ارتباط وثيق تتكلم عن التدريب و انماط المدربين و المتدربين تجد موضوع التفكير و طرائق التفكير المتنوعة مرتبط في صلب الموضوع وهكذا..

لذلك .. مهما نتكلم عن مهارات التفكير لن نفي الموضوع حقه .. 

احببت اليوم اشارككم بهذه المعلومات ع الطاير كما يقال .. ان شاء الله اتغلب على نزعتي الداخلية للاسترسال .. 

السؤال الذي طرح مرات و مرات.. هل يجب أن يتم تدريس مادة التفكير كمادة مستقلة ؟ أو دمج تدريس مهارات التفكير مع المواد المختلفة للاطفال في المدرسة ؟ 

دول قليلة (لا أملك احصائية .. لكن بحسب اطلاعي فقط) درّست التفكير كمادة منفصلة في المدارس منها فنزويلا وهي رائدة في هذا المجال .. 
عملت فنزويلا من 1979  على تعليم التفكير كمادة أساسية على مدى 12 عام التي يقضيها الطلاب في المدارس و الأكثر من ذلك أنشأت وزارة لتنمية الذكاء الانساني (عجيييب صح!) 

في عام 1999 أجرت الولايات المتحدة دراسة على مستوى ذكاء الطلبة الخريجيين من المدارس في فنزويلا .. كانت النتيجة أن درجات ذكاء الطلبة مرتفعة جدا و تفكيرهم عالي المستوى . 

طبعا ممن قلّد فنزويلا و درّس التفكير كمادة اساسية .. الكيان السرطاني المسمى اسرائيل و زادت ان جعلته اجباري للجنود أيضا (الله يرزقنا قليل من الغيرة من فنزويلا و نقلدهم!) 

طبعا دول كثيرة أدخلت مهارات التفكير ضمن مناهج المقررات المتنوعة ولم تخصص له مادة مستقلة ، هناك رأي يدعم دمجه في المواد الدراسية .. شخصيا أرى أن الموضوع لن يأخذ حقه بهذه الطريقة سيذوب مع المادة و عوامل نجاح تدريس مهارات التفكير سيصعب توفيرها.

 بينما لو كانت مادة مستقلة فإن توفير تلك العوامل ربما يكون أسهل .. 

حسنا .. ماهي هذه العوامل؟ 

ماهي عوامل نجاح عملية تعليم التفكير ؟ 

مثلث .. يتكون من 3 زوايا تشكل عوامل نجاح عملية تعليم التفكير .. 


1- المعلم المؤهل و الفعال . 

تتوفر فيه عناصر أهمها:
 الالمام بخصائص التفكير الفعال و مهارات التفكير .. مؤمن بأهمية التفكير في حياة الناس بشكل عام و حياة الطلاب بشكل خاص .. يتابع التطورات و يحدث أساليبه و معلوماته باعتباره موضوع حديث نسبيا بالمقارنة مع بقية العلوم و المواد .. يشجع التلاميذ على ممارسة التفكير و يشجع الحوار و يعطي مساحة للحرية في طرح الآراء. 


2- البيئة التعليمية و الصفية 

ما الفائدة اذا كانت المدرسة تملك أروع المعلمين و تكبت ابداعاتهم .. ما الفائدة اذا كان المعلم لايجد سند اداري ، البيئة المدرسية و المشرفين و الاخصائيين النفسيين و الاداريين .. عامل مهم في نجاح عملية تعليم التفكير 

هذه النقطة على طووول تذكرني في الفرق بين المدارس الحكومية و المدارس الخاصة .. المدارس الحكومية لديها معلمين رائعين و متميزين و بيئة تعليمية سيئة جدا .. للأسف بل و أكثر من ذلك غيّر مدير المدرسة تتغير البيئة كلها .. بمعنى انك قد تجد مدرسة متميزة خلال سنة واحدة يتغير مستواها بسبب تغير مدير المدرسة .. لأنها كانت قائمة على شخص .. 


لا أعمم طبعا .. مشاهدات و قناعات 


3- أساليب التقويم 


العنصر الثالث المكمل للمعلم و البيئة المدرسية هو أساليب التقويم 

الامتحانات يعني .. هل تتخيل طالب يتم تقييمه بدون اختبارات شفوية و تحريرية ؟  كثير من المختصين يطالبون بتنويع أساليب التقويم وادخال اساليب مثل : المشاريع الجماعية و التقارير الدورية .. جيد 
لكني من أنصار ستيفن هاريسون في طرحه الثوري ( ويحق لي ان اسميه ثوري .. في عملية التعليم و من يريد ان يعرف لماذا يقرأ كتابه الطفل السعيد ) 
ستيفن هاريسون يرى أن الامتحانات برمتها من أسوأ أساليب تقويم الطلاب .. لأنها تقيس ( ما لا يعرفه الطالب) و لا تقيس (ما يعرفه الطالب) .. ان شاء الله اذا فتحت مدرسة سألغي الاختبارات التحريرية .. و أبعد الهم عن أولياء الامور قبل الطلبة :) 
قولوا آمين 

هذه ثلاث عوامل اساسية لنجاح عملية تعليم التفكير .. الموضوع مهم و متشعب و انصح التربويين على وجه الخصوص بالاستزادة منه .. 


دمتم في رعاية الرحمن 


السبت، 1 فبراير 2014

ابتكر لوحة قياس



        هل تستقبل كل شهر جديد في العام بنفس النفسية و بنفس زخم استقبال عام جديد؟ 

     اذا كنت ممن يخططون في بداية العام الجديد او بالصح في نهاية العام المنصرم استعدادا للعام الجديد .. فأنا أدعوك لمراجعة تلك المشاعر اليوم .. هاهو شهر يناير طار بهذه السرعة .. هل أنجزت عشر خطتك على الأقل؟  
كم انجزت من خطتك حتى اليوم .. أعلم أن كثيرين سيقولون .. نحن حتى لم نكملها .. مازلنا نكتبها

       هل الوقت الذي تمنحه للتخطيط هو وقت ضائع ؟ من السهول أن تقول لا .. لكن ليس سهلا أن تؤمن بذلك .. ها أنت قدمت الكثير من الأعمال والتي قد تكون هامة فعلا على انجاز خطتك وكتابتها بشكل كامل.. و هو الأهم

             ها أنت حتى بمرور شهر لم تقرر ان كنت ستنهيها فعلا أم ستتركها معلقة !

   حسنا، أتمنى أن أكون مخطئة و أن الاحصائيات التي تقول أن 3% فقط من البشر يخططون غير دقيقة .. 

ماذا عنك الآن؟ 
لابد أن تؤمن أنك تسابق الزمن .. اذا لم تشعر بهذا فعش لحظتك واستمتع لكن لا تتذمر إذا لم تصل الى أحلامك .. 

طموحك الكبير و أفكارك العبقرية .. فعليا لاشيء بدون مثابرة و بدون خطة واضحة ...

               دعني أعطيك فكرة بسيطة اذا كنت تعاني من : تأخرك في الانجاز وتتفاجأ أن السنة تلاشت و أنت لم تصل الى منتصف خطتك حتى. أو اذا كنت تخطط لكن العراقيل تعترض طريقك اثناء التنفيذ. 

      في دراسة أجراها مركز فرانكلن كوفي حول "التنفيذ" نتج عنها أن هناك أعمال قد لا تتجاوز 20% من العمل الكلي .. لكنها تحقق لك 80% من النتائج التي ترغب في الوصول اليها . 

لخصها في 4 أعمال أو 4 قواعد عليك اتباعها .. لن أشرحها كلها ستأخذ  وقت طويل سأشرح فقط القاعدة الثانية و اذا كنت ترغب في الاستزادة .. عليك بكتاب العادة الثامنة ل ستيفن كوفي 

تقول هذه القاعدة : ابتكر لوحات قياس 

يعني كل هدف من أهدافك خصص له لوحة قياس .. هذه اللوحة ممكن ان تكون بحجم A4  أو A0  لا يهم .. الفكرة أنك تقسم الهدف الى وحدات مثلا : الهدف حفظ 3 اجزاء من القرآن .. قسمه الى 12 وحدة كل وحدة تمثل ربع حزب مثلا و ارسم سلّم .. أو ترمومتر .. أو اي شكل يحتوي تدريج .. و ضع عليه الاجزاء و كلما انهيت جزء ظلله طبعا عند نقطة الصفر اكتب 1-1-2014 و عند نقطة النهاية اكتب 31-12-2014 

بمعنى ان خلال الفترة الزمنية (عام 2014) عليك تظليل كل الوحدات .. 

هل تعلم .. سوف تشعر بالانجاز .. سوف تراه وهذا سيحفزك جدا للمواصلة .. 

لوحة القياس اضافة الى انها يجب ان تحتوي على وحدات تمثل في مجموعها الهدف .. كذلك يجب أن تحتوي على الزمن الذي تنوي فيه انجاز الهدف . . ويجب أن تكون أما عينك .. ما الفائدة اذا صممتها ثم ركنتها في احد الأدراج!

طبعا أنا شخصيا أستخدم برنامج في الايباد .. يمكن من خلاله ابتكار لوحات قياسك الخاصة فقط اكتب المشروع و حدد الساعات اللازمة المتوقعة و التاريخ النهائي للانجاز و بيانات اخرى و من خلاله ترى بالضبط اين وصلت في انجاز مشروعك ؟و كم من الوقت تبقى لك مقارنة مع حجم العمل المتبقي ؟ ممكن يعطيك تنبيهات كذلك  

اسم التطبيق SMAT PLANS  
ولا أحصل لنشره على أي عموله :) .. بس بدون مبالغة .. ما استغنى عنه 

جرب لوحات القياس في خطة هذا العام 2014 .. و لاحظ الفرق 
واذا ما عندك خطة .. فاحرص على ان تكون لديك واحدة :) 

دمتم في رعاية الرحمن