الثلاثاء، 18 نوفمبر 2008

القارئة .. أم ورقة الأنصارية



دعونا نترك الفكر قليلا و نتسيح في رحاب سيرة نساء الصحابة..


سأحدثكم اليوم عن شخصية فريدة .. ربما لم تحظ بشهرة كبيرة .. لكنها متفردة في شخصيتها متميزة في سيرتها العطرة ..


تفردت هذه المرأة الجليلة – أم ورقة الأنصارية – بجمعها القرآن الكريم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم و حفظته كاملا و أكرم بها من حافظة ..

هي أم ورقة بنت عبدالله بن الحارث الأنصارية ، بايعت النبي صلى الله عليه وسلم و روت عنه، كانت تعرف بنقاء السريرة و كثرة العبادة و تلاوة القرآن و كان عليه الصلاة و السلام يخصها بالزيارة بين الفينة و الأخرى ،

و في زيارة من زيارات النبي عليه الصلاة و السلام لها أمرها أن تؤم النساء من أهلها، ففي صفة الصفوة ذكر ابن الجوزي رحمه الله هذا فقال :

(أم ورقة بنت عبد الله بن الحارث الأنصارية ، كانت قد جمعت القرآن ، و كان النبي صلى الله عليه وسلم يزورها في بيتها و قد أمرها أن تؤم أهل دارها، و استأذنت النبي صلى الله عليه و سلم أن تتخذ في بيتها مؤذنا ، فجعل لها مؤذنا يؤذن لها. )

و في هذا دليل على كرامتها و مكانتها عند النبي عليه الصلاة و السلام .

و من المواقف الجليلة التي حدثت لها مع النبي عليه الصلاة و السلام أنها لما دعا داعي الجهاد إلى غزوة بدر و خرج النبي عليه الصلاة و السلام الى بدر جاءته أم ورقة الأنصارية من المدينة و قالت :

" يا رسول الله إئذن لي أن أخرج معكم ، أداوي جرحاكم، و أمرّض مرضاكم، لعل الله تعالى يهدي إليّ الشهادة"

فقال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم :

" إن الله يهديك الشهادة ، و قري في بيتك فإنك شهيدة "

بشارة ملأتها سرورا ..

و كانت تعرف بهذا اللقب (الشهيدة) لقوله صلى الله عليه وسلم لأصحابه :" انطلقوا فزوروا الشهيدة"

و امتدت بها حياة الزهد و العبادة و ظلت ترقب تحقق البشارة و ترجو الشهادة و قد تحققت البشرى في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضوان الله عليه، فقد كان لها غلامٌ و جارية و كانت قد وعدتهما بالعتق بعد موتها ، فسولت لهما أنفسهما أمرا ، فقاما بالليل فغمياها فقتلاها و هربا.

و كان من عادة عمر رضي الله عنه أن يسمع قراءة أم ورقة كل ليلة ، لكنه لم يسمع صوتها في هذه الليلة التي قتلت فيها، فلما أصبح دخل دارها فلم ير شيئا و لم يسمع صوتا، فدخل فإذا هي ملفوفة في قطيفة في جانب البيت.

فقام عمر رضي الله عنه في الناس فقال:

إن أم ورقة غمها غلامها و جاريتها فقتلاها و إنهما هربا ، ثم أمر بطلبهما، فأُدركا و أتي بهما ، فسألهما فأقرا أنهما قتلاها، فأمر بهما فصلبا، فكانا أول مصلوبين بالمدينة المنورة،


عندئذ قال عمر رضي الله عنه : صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم حين كان يقول : " انطلقوا بنا نزور الشهيدة "


رحم الله أم ورقة الأنصارية .. و رزقنا صحبة كتابه مثل أم ورقة :)

هناك 8 تعليقات:

Unknown يقول...

ان النظر في سير الاولين فيها عبر ودروس جمة.
ولعلي اخذت هذا الرأي الفقهي ، استماع عمر بن الخطاب الى قراءة ام ورقة للقرآن ، وهي بالغة عاقلة ، وما ادراك بأي صوت واداء كانت تناجي رب العباد .

مستعدة يقول...

بارك الله فيج على هذا الطرح الجميل للموضوع والإسلوب المبسط الذي يسهل على القارئ متابعته للموضوع إلى النهاية :).. لا حرمنا الله من إبداع قلمك..

اللهم أميين :")

يقول...

الكلداري
------------

أشكر متابعتك المستمرة
لا تنسى أن تأخذ في اعتبارك أن استنباط الآراء الفقهية مو سهل .. و في الموقف هناك اعتبارات كثيرة منها سن أم ورقة
لكن مثل ما قلت .. صج السيرة منهاج .. و الدروس فيها لا تنتهي

يقول...

مستعدة

يسعدني جدا مرورك
و إطراءك على أسلوبي من ذوقك ... ماعليج زود :)

إيلاف يقول...

اختيار جميل : )

يتملكني فرح كبير عندنا أعرف عن مثل هذه النماذج المشرّفة لنساء صحابيات ,كان لهنّ أثر ووجود في صدر الإسلام الأول ..

أعتبر وجودهن قراءة سيرهن دافع لنا نحن النساء في هذا الزمان للعطاءِ والبذل ..


شكرًا لكِ وجعلكِ الله عينًا تبصر الحق أينما كان

الحارث بن همّام يقول...

اللله .. رحم الله ام ورقة

انما تزرقون على نياتكم ..
ليتنا على الاقل ننوي الشهادة .. لعل الله يرزقنا على نياتنا

بوركتم

يقول...

ايلاف
--------
يا هلا ايلاف

قصص التميز محتاجة من يسلط عليها الضوء

ذكراهم ..يثير الاندفاع

متميزة يا ايلاف دائما

متميزة حتى في دعواتك :).. حدها اعجبتني الدعوة :)


الحارث
-------
مرورك اثراء

يالله همتك .. حاول تزرع حولك حب الشهادة في قلوب قاسية .. قلوب محتاجة قرآن يرطبها

نية .. بس نية صادقة المطلوب

~ شَــهْـــرزاد ~ يقول...

راق لي مُتصفحكِ سيدتي الجميلة ؛)

فكوني بذات العذوبة
بذات الصفاء
بذات الصدق

وليزملك الرحمن برحمته ولطفه
؛)