لولا المشقة ساد الناس كلهم *** الجود يُفقرُ و الإقدامُ قتّالُ
القيادة تجربه انسانية مفعمه بالتحدي قد يمر بها الانسان مرات عديدة في حياته في مواقف تكبر او تصغر يقود مجموعة من الافراد أو الفِرق تكبر او تصغر .. ربما تكون تجربه ممتع و ربما لا تكون، و الفيصل هنا مقدار ما يمتلكه هذا القائد من مواصفات القائد الناجح او تعدد و نوعيه المهارات التي يملكها و التي تؤثر في العمليه كلها.
أبلغ ما يمكن أن يقال في وصف القائد الفذ من وجهة نظري أنه ذو رؤيه ثاقبه ، فإذا كانت مهمة القائد هي (تحريك الناس نحو الهدف) فإنه لن ينجح اذا لم يرَ هدفه بوضوح ، ويرى الاشخاص من حوله جيدا فيدرك قدراتهم و مهاراتهم و امزجتهم و كيف يخرج افضل ما لديهم و يوجههم بانسجام نحو الهدف، نعم هي ليست مهمه سهله و لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إِنَّمَا النَّاسُ كَالإِبِلِ الْمِائَةُ لاَ تَكَادُ تَجِدُ فِيهَا رَاحِلَةً “ لذلك نستطيع ان نفهم ان عدد الرواحل لا يتعدى ١٪ من البشر
ما أكثر الناس لا بل ما أقلّهم .... الله يعلم أني لم أقل فندا
إني لأغلق عيني ثم أفتحها ..... على كثيرٍ لكن لا أرى أحدا
اذا كنت ايها القائد لا ترى هدفك بوضوح و لا ترى الطريق اليه بمنعطفاته بطرقه الفرعيه بعوائقه و صخوره جباله و سهوله فإن مهمتك صعبه جدا، لا يفترض بالقائد ان يعتمد على تخمينات او رؤيه ضبابيه و هنا تأتي قوة المعلومة و أثرها في رسم تفاصيل الطريق الموصل للهدف، الفن في توظيف المعلومات بشكل احترافي لرسم طريق الوصول الى الهدف مهارة أساسية للقائد الناجح ، فإن لم تتوفر فيه، كان لزاما عليه أن يستوردها و يستعين بمن هو قادر على إكمال نقصه في هذا المجال.
القيادة صاحبة الرؤية الثاقبة عليها أن ترى أمرين بوضوح ١- الهدف و الطريق إليه . ٢-الناس الذين سوف تحركهم نحو الهدف (فريق العمل).
كيف يمكن للقيادة أن ترى الناس بوضوح ؟
هنا يأتي دور القائد الانسان القريب الذي يخالط الناس و يتعايش و يقدّر الامكانيات و يمكّن الأشخاص و يسد نقصهم بالموارد المتنوعة ، فإن لم يجد مواردًا كافيه وضع المشكله (نقص الموارد) على طاوله البحث و ناقشها و اتفق مع الفريق على حل و تابع تطبيقه ، فتجاهل المشاكل خطأ يقع فيه القائد احيانًا فإن فشلت مهمته ألقى باللوم على ضحية ما من الفريق ..
كما أننا نخبر المدرسين أن نجاح طالب أو فشله يعتمد على المعلم بالدرجة الأولى كذلك نجاح المهمة أو فشلها يعتمد على القائد بالدرجة الأولى فالقائد الفذ المتميز الناجح لا يسرد قائمة المبررات بعد فشله و يعتبر النجاح في تحقيق الهدف انجاز مشترك و الفشل في تحقيق الهدف يقع بالدرجه الأولى على عاتقه هو قله قليلة من القادة يملكون جرأه كافيه ليعتبر الفشل في تحقيق الهدف هو فشله الشخصي كقائد في هذه المهمة تحديدا ، هل يخاف القائد الذي تعود النجاح أن يقع في الفشل أحيانًا؟
هل يفشل القائد الفذ؟
نعم قد يفشل .. القائد الجيد ايضا يفشل ، وربما شخص آخر بمهارات اقل ينجح فيما لم ينجح هو فيه، قد يجيد القائد التعامل مع مواقف معينه و لا يجيد التعامل مع مواقف أخرى ، قد ينجح في بيئة معينة و يفشل في أخرى ، و اعتقد أن القائد الذي يدعى أنه لم يمر بلحظات فشل في حياته هو شخص مشكوك في ادعائه، بالرغم من ذلك كله اعتقد أن النجاح أو الفشل في القيادة مسألة نسبية لا تحتمل الحصر في لونين فقط إما أبيض أو أسود ، و لا تحتمل تقييمها بالوصول الى الهدف او عدم الوصول اليه فالهدف ذاته قد يكون غير قابل للتحقيق أصلا و قد يكون سهل جدا و لا يخلق أي تحدي..
في مسألة تقييم القائد .. دائما استحضر موقف عمر بن الخطاب مع خالد بن الوليد يوم عزله ابن الخطاب بعد وفاة أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، و حين أثبتت الأيام لعمر صدق تقييم أبا بكر الصديق فقال : (أمّر خالدٌ نفسه ) القائد القوي لا يضيره إن كان على رأس الهرم أو في قاعدته سيعرف كيف يشق طريقه للنجاح سيعرف كيفية التعلم المستمر من الفشل و من النجاح ايضا سيكون الاثنان .. النجاح و الفشل وقودا لنجاح جديد وقودا يضاعف قدرته على القياده.
القائد الجيد -من وجهة نظري الشخصية- سأعرفه من موضعين اثنين ، الأول التواضع في لحظات الانتصار و الثاني سرعة النهوض بعد الفشل .. و دمتم في رعاية الرحمن
م. منال الفيلكاوي
ملاحظة : هي ثرثرة .. من بعد تأمل في معنى القيادة ، لا اقصد احدا بعينه و لم اكتب هذا الكلام و انا افكر بشخص بذاته ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق