كانت أخبار الرحيل و الفقد هي مبدأ العام ٢٠١٩ ، لعلنا ندرك إن لم نستعجل فإن الأجل سيقطع كل الآمال المؤجلة ، من منا كان ملك التسويف في العام الماضي؟
انفض عنك غطاء الغفلة اليوم فلن تعيش أبدا و لن يحقق لك أحلامك حظٌّ أو صدفة، انهض و قف على ناصية أحلامك مقاتلا فكلنا يحتاج أن يكون مجاهدا هذه الأيام ، مجاهدا لنفسك التي حاصرتها المشتتات و الملهيات و تراكمت عليها المسئوليات و ربما تكالبت عليها البلاءات لعلها تمحصك و تقويك و تصقلك ، قف دون أهدافك مناضلا و اترك بصمة غائرة في وجه الدنيا قبل أن ترحل ، كم شخصًا تريد أن تسعد في ٢٠١٩؟ كم إنجازا تريد أن تحقق ؟ كم فكرة تريد أن تحتضن؟
هل أنت متعب من عملية التخطيط و اخترت الهروب إلى العشوائية و كأنها الحل؟ و هل ستحقق لك العشوائية نتائج أفضل؟
قدرٌ قليل من الترتيب لأفكارك المبعثرة قدرٌ قليل من تنظيم أمنياتك القديمة و إعادة إحيائها ، قدر قليل من الأفعال الصغيرة كل يوم ستتراكم و تنتظم لتشكل خطة بسيطة لعامك ، بقليل من المتابعة و الاستمرارية و الجهد المنظم ستكون النتيجة جيدة ، في كل الأحوال ستكون أفضل من العشوائية .
إن ثِقل الطين فينا .. ضعفنا و هشاشتنا و في المقابل سمو أرواحنا و رقيها من نفخة الله فيها سيبقينا نتأرجح بين الأرض و السماء فإن رفعنا تلك الروح سمت و اتصلت بخالقها و إن اخترنا الانشغال عنها بالملهيات و إهمالها سقطت في مستنقعات الطين ، إن أبسط قوانين الفيزياء ستخبرك أنك لن ترتفع بدون جهد و بذل فلست مخلوقًا من غاز الهيليوم ، كما إن ارتفاعك لا يحتاج بالضرورة إلى سنوات طويلة فقد اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ و هو الذي ما عاش بالإسلام أكثر من ٥ سنوات !
ما الذي سيرفعك إذا ؟
(يأيها الذين آمنوا اتقوا الله و لتنظر نفسٌ ما قدمت لغدٍ و اتقوا الله إن الله خبيرٌ بما تعملون)
إنه العزم على النظر في أمر مستقبلك يا نفخةً من روح الله ، الله الذي أمرك بالنظر و التخطيط لمستقبلك و جعل أمره هذا محصورًا بين أمرين بالتقوى ، مختومٌ بتذكيرك أنه خبيرٌ بكل حركاتك و سكناتك ، تفريطك و استغفارك ، عزمك و كسلك ، خبيرٌ بك أكثر منك ، خبيرٌ بكل يأسٍ ألم بك خبيرٌ بكل محاولاتك الفاشلة و إن سعيك هذا كله سوف يُرى و ستجزى عليه ، أنت بخير ما دمت تنوي الخير و تسعى إليه .
إن عقلا فريدا منحك الله إياه لا يليق به أن تهمله ، حتى و إن كان الجهد الذهني المطلوب منك في عملية التفكير و التخطيط لمستقبلك متعب فإن عقلك يمتلك قدرات جبارة لم يحط العلم بها خبرا حتى الآن فأحسن التعامل معه و اعلم أن التخطيط الجيد سيوفر عليك ٤ أضعاف الوقت عند التنفيذ و اعلم أنك مطالب بالنظر و الاستعداد قبل البدء.
ابدء بالحلم و تخيل نفسك بعد عدة سنوات من اليوم ، ما الذي يمكنك استثمار سنواتك و قدراتك فيه ؟ ما الذي تريد تركه قبل رحيلك ؟ تصالح مع نفسك و اقبل أخطاءها كسلها عيوبها ، استثمر فيها و استمر بالتعلم حتى تحسن التخطيط و التنظيم و تزيد من سرعة إنجازك ، حتى تحسن النظر في أمر مستقبلك ، فأنت بخير ما دمت تنوي الخير و دمتم في رعاية الله .
هناك 4 تعليقات:
مقال جميل ، أسأل الله لك التوفيق
بورك قلمك وفكرك .. وأبقاك الله محفزة لنفوسنا المتمارضه
نسيبه��
"انفض عنك غطاء الغفله"����” قدر قليل من الجهد الدائم”����
كلام في غاية الجمال الواحد يحتاج الى قراءة وسماع مثل هذه الكلامات الايجابيه ��
ام عثمان
إرسال تعليق