الخميس، 21 مايو 2020

جدي و جدتي .. ما علاقتهما بشهر القرآن و ليلة القدر؟






          لازلت أذكر مشاعر الدهشة التي تتملكني عندما تبهرني معلومة جديدة قوية! كنت في العاشرة تقريبا عندما أخبرتني جدتي حيّه رحمها الله ان اي دعاء يصادف ليلة القدر .. هو دعاء مستجاب حتما، و من تلك الليلة وانا مبهورة بهذه المعلومة.. حقًّا! أي دعاء يحققه الله لي؟ هل هي عصا الاحلام السحرية ؟!  و طبعا بحكم الرغبات الملحة للاطفال في عمري بدأت أكرر أدعية معينة في تلك الليالي العشر  لعلي أصادف ليلة القدر .. و أقسم بالله أني رأيتها كلها تتحقق رأي العين عام بعد عام .

أما جدي ابراهيم رحمه الله فهو أكثر من رأيت في حياتي تعلقّا بالقرآن .. إن عرف عنه الناس الشدة و الحزم فقد عرفت فيه إخبات العابدين في ركعات السحر كل ليلة، و عرفت فيه خبرته العميقة بكل آية من آيات القرآن فلا أعجب أبدًا أن يقبضه الله تعالى إليه في العشر الاواخر .. و أن تكون أول ليلة له في القبر ليلة السابع و العشرين من رمضان وكان قبل وفاته قد وصل الى سورة الكهف في الختمة رقم ١٥ في رمضان الذي قُبض فيه .. بالرغم من مرضه يختم ١٥ ختمة في رمضان!
أعرف عددها لأني أعرف كيف يعدها .. كان يضع خطًّا على الورقة بعد كل ختمة..

ابراهيم أحمد الفيلكاوي الذي كان الزائر الذي يأتيه سيضطر الى أن ينتظر حتى يفرغ من ورده القرآني إن جاءه في وقت القرآن  .. ومن المستحيل ان يقطع ورده القرآني من أجل أحد .. كانت المصاحف تزين غرفته و تتربع في مكان بارز لا تغادره لأنها مفتوحة أغلب الأوقات .. 

معه تعلمت أول آيات القرآن .. في حوش المنزل أجلس معه و أردد خلفه .. عم يتساءلون .. و اذا أراد أن يمزح فكانت ألغازه من مثل .. (سبع فتحات بين عم و النازعات .. ماهي؟) طبعا الجواب : موجود في سورة النازعات (فَحَشَرَ فنادى) 

       يُقال .. لو تمنى الميّت شيئًا .. لتمنى يومًا واحدًا من أيام رمضان .. فنعم الهدية ما يصلهم منكم اليوم من صدقة تُفرح قلوبهم .. وخير الصدقة سُقيا الماء

و لأن الليلة الفردية إن صادفت ليلة جمعة فهي أرجى أن تكون ليلة القدر  (كما نقل ابن رجب الحنبلي عن ابن هبيرة في لطائف المعارف) .. فإننا ندعوكم للمشاركة في هذا المشروع المرفق مع هذه الكلمات و إكماله قبل طلوع الشمس الجمعة وقبل انقضاء ليلة التاسع و العشرين من هذه العشر الأواخر المباركة .. فإن باعدت بيننا و بينهم السنوات و الايام و المسافات .. فإن الذكريات لامعة في مخيلتنا كنجوم السماء و إن حقهم  علينا عظيم ، و إن برّهم دين و إن وصلهم يكون بالدعاء و الصدقة لهم  و إن من حق أهل الذكر و القرآن و الدعاء التي كانت ألسنتهم تلهج بذكر الله صباح مساء .. أن نذكرهم اليوم بهذه الهدية .. لعلها تبلل قبورهم بفيض الرحمات و تعلي عند الله منزلتهم و تفرح قلوبهم و يتباهون بها بصلاح أبنائهم و أحفادهم و برهم لهم ، و إن الأموات بهدايا الأحياء ليفرحون ❤️ 

رحمهما الله و أسكنهما فسيح جناته ..

ليست هناك تعليقات: