الاثنين، 8 يونيو 2009

العطلة الصيفية.. فرص استثمارية



بعد أن تحرر الطلبة و المدرسين و كل من من الله عليه بإجازة في هذا الصيف من القيود الوظيفية أو الدراسية .. كان لابد أن نفتح معا موضوع استثمار وقت الفراغ .. من باب تبادل الخبرات والاستفادة من تجارب الآخرين

في موضوعنا اليوم أركز على الأطفال .. أقصد الأطفال في عمر المدرسة ..


لا للأقفاص الجديدة

تمثل العطلة المتنفس لطفل المدرسة .. تمثل التغيير من الروتين اليومي ومن الاستيقاظ قبل الشمس في بعض أيام الشتاء ..

تمثل العطلة الفرحة التي نراها في صرخة البراءة (هيييييييييييييييييييه بدأت العطلة) ..


من القسوة و الظلم أن نقتل هذه الفرحة ببرامج مكثفة تمثل أقفاص جديدة للأطفال .. و لكن هذا لا يعني أن نترك العطلة بدون تخطيط

لا أؤيد أبدا إجبار الطفل على الالتحاق بأي نادي لا يرغب فيه ..


الاسم (نادي ) و فيه يدرس عربي و انجليزي و رياضيات .. فما الذي تغير ؟ و ما الجديد و ما المفرح و المبهج فيه؟


هناك مقاييس أعتقد أنها مهمة في اختيار النادي الصيفي للأطفال :


1- يرغب الطفل في الذهاب اليه و يحب ما يطرح فيه

2- آمن ، أثق في الرقابة الموجودة فيه حتى لا يتعرض الطفل لأي تحرشات أو مواقف غير سوية.

3- ينمي مهارة جديدة أو يطور موهبة عند الطفل أو يقدم شيء لم يكن موجود في المدرسة

4- يقدم جانب حركي يفرغ فيه الطفل طاقته خاصة اذا كان ولد (سباحة - كراتيه - تمارين رياضية و حركية - كرة قدم - طائرة .. الخ)

5- يقدم مجموعة من المفاهيم و القيم و الأخلاق كقيمة مضافة لشخصية الطفل.

6- يحفظ فيه الطفل شيء من القرآن أو يراجع حفظه.

بعض الأمهات تجمع أطفال العائلة و تقوم بعمل نوادي صيفية عائلية .. خاصة اذا لم تجد ضالتها في المطروح أو اذا كان عندها أطفال أصغر من العمر المسموح به في النادي الصيفي ..

فكرة رائعة .. لها بعض السلبيات و الكثير من الايجابيات ..






من أهم سلبياتها- ربما- حرمان الطفل من المشاركة الاجتماعية و تكوين صداقات جديدة و الاطلاع على تجارب جديدة خارج بيئة المنزل .. في جو آمن

و ربما تواجه الام مشكلة في فرض الانضباط أحيانا .. المقاطعات واردة .. الجدول قد يتغير فجأة لأي ظرف


أما أكبر ايجابياتها أن البرنامج يكون مصمم بحسب احتياجات الطفل .. اضافة الى كونه فرصة لقضاء وقت أكثر مع الطفل
و لا شيء يمنع من دمج الفكرتين ..
قد يكون النادي يومين أو ثلاثة في الاسبوع و في بقية الايام .. برنامج تعده الام و لا يضر طبعا أن يعده الأب :)



كتب مفيدة

توجد بعض الكتب المفيدة لمن ترغب أو يرغب .. في استثمار وقت مفيد مع الأطفال .. منها على سبيل المثال :

العب معي بالأشكال - الدار العربية للعلوم

( جزئين .. يعلم الطفل الاشكال و الارقام من خلال الأعمال اليدوية و التي تستهلك مواد متاحة في كل بيت .. لينجز الطفل شيء يستفيد منه .. فيه أفكار ممتعة و مبدعة )

ألعاب تربوية مثيرة للتفكير - عالم الكتب الحديثة

( المميز فيه ان الفصول فيه تنقسم الى العاب علمية - العاب التخيل و تقمص الشخصيات - العاب تكنولوجية - العاب عقلية - العاب الحواس .. و غيرها و هو يضم عدد كبير من الألعاب المناسبة لمختلف الاعمار و بالذات عمر طفل المدرسة

البناء في تفكير الابناء + مغامرات مشور - الدكتور عبدالناصر فخرو

(لتنمية الابداع و التفكير الناقد و مهارات التفكير المختلفة عند الاطفال )

و غيرها كثير ..


قبل أن أكمل أحب أن أقف هنا عند نقطة مهمة


من باب تعليم الطفل التفكير الناقد ..

يواجه بعض الآباء و الامهات مشكلة مع ما يطرح في برامج الاطفال في القنوات الفضائية المخصصة للأطفال ..


تطرح في بعض الأحيان مواد سيئة و تعلم الطفل مفاهيم مغلوطة أو تعزز سلوكيات سلبية مثل العنف أو التلفظ بالألفاظ البذيئة .. و قد يتعلق الطفل في القناة فما الحل ؟

هل هو البتر؟ ألغي القناة بالمرة و أعطيه بديل من قنوات فضائية اسلامية أخرى مثلا .. قناة المجد للأطفال ؟

قد يكون هذا حل


في وجهة نظري الحل يرتبط بشخصية الطفل .. و لايوجد حل واحد يناسب الجميع .. و البتر ليس دائما حل شجاع ..

كانت لي تجربة مع مواقف من هذا النوع .. فقررت أن أعلم أطفالي ينقدوا ما يرون في القناة الفضائية التي لا أحبها و كدت أن ألغيها مرة لكن فكرت انهم ان لم يشاهدوها في المنزل .. فسيشاهدونها في أماكن أخرى في بيت الوالد أو غيره ..

في جلسة هادئة .. كلام كبار .. كلام جد .. قلت لهم أنه ليس كل ما يعرض في التلفاز و خاصة القناة الفلانية و القناة الفلانية مفيد و مسموح لنا بمشاهدته ..


أنتم عيالي و أحبكم و لا أقبل لكم أن تشاهدون ما يغضب الله أو يسيء الى شخصياتكم و أفكاركم .. بأسلوب بسيط بينت لهم أنه عليهم الحذر من المواد السيئة ..

و ان الكرتون الفلاني يقولون فيه كذا و هذا عكس ما تربينا عليه من خلق و دين ... و الكرتون الفلاني فيه كذا و احنا مسلمين هذا لا يناسبنا .. و كان تفاعلهم أكبر مما توقعت .. واتفقنا .. اذا شاهدوا هذه الاشياء السيئة التي تطرحها القناة الفلانية سوف نلغيها نهائيا .. ووافقوا على ذلك .. لأن في المقابل القناة فيها برامج أخرى جيدة و لا بأس من مشاهدتها .. و هم يعلمون أنه لا رجعة في تنفيذ الاتفاقات بيننا

قد يقال ان كل ممنوع مرغوب .. لكن ماذا اذا كان الطفل هو من قرر أن يمتنع عن المشاهدة؟

ماذا تعلم الاطفال من هذا الموقف ؟ نقد المواد التي يستقبلونها .. كيف يحددون الجيد و المسيء لدينهم لأفكارهم لمفاهيمهم .. و كثيرا ما كانوا يسألوني .. هذا الكرتون زين و الا لأ ؟

اليوم ابنتي تسألني .. يقولون في الكرتون جواسيس .. هل هذه كلمة سيئة ؟ ماذا تعني ؟

هذا الموقف فتح لي باب كبيييييييير لتعليم الاطفال الكثير من الامور و المفاهيم و تبسيطها لهم عند حاجتهم للمعلومة

بالتجربة انتقل الطفل من حالة التسليم بكل ما يستقبله أنه صحيح و صالح و مسلي و مفيد الى التمييز و النقد و لو بهذا المستوى البسيط ..


هذا مدخل فقط .. الطفل اليوم ينقد كرتون .. و غدا كتاب ..

يعطي رأيه في شخصيات كرتونية ان كانت صالحة أو غير صالحة و غدا في من ينصبون أنفسهم قدوات للشباب و الشابات و يلمعهم الاعلام و هم في الحقيقة طبول .. صوتها عالي و بطنها خالي ..


عودة .. كان هذا فاصل و نرجع الى موضوع الاستفادة من العطلة


عالمي الممتع عندهم إصدارات جديدة .. ممكن الاستفادة منها في العطلة ..


مثل (رحلة مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم) صدر منها الجزء الاول و الجزء الثاني .. (سمعت انها من أصل 10 اجزاء ستصدر تباعا) المميز فيها حقيقة .. 5 أمور ذكرتها مديرة مكتبة عالمي الممتع أميمة العيسى

1- تم رسم جميع الشخصيات التي عاشت حول الرسول صلى الله عليه و سلم و التي يجوز رسمها شرعا


2- الابتعاد عن كل الروايات الضعيفة و توثيق كل قصة برواتها في ملحق خاص


3- جمال الصورة الفنية و العبارة الادبية


4- دقة المراجعة الشرعية و اللغوية و التشكيل


5- جودة الطباعة


في الحقيقة جهد مشكور .. أحبها أطفالي و أنصح بها .. و شاملة للسيرة كاملة من بدايتها بكل تفاصيلها .. أسأل الله أن ينفع بها



لا للتسيب و السهر أو النوم طول اليوم




عطلة .. نعم ، نكسر الروتين .. كلام جميل ، لكن هذا لا يعني التسيب و الفوضى العارمة المنتشرة عند كثير من الاسر فلا هم ينامون و لا ينجزون شيء مفيد ..


هل جعلت العطلة لقتل الوقت ؟ من قال هذا الكلام التافه ؟


قتل الوقت -بالمعنى المشهور- اكبر جريمة يقترفها الانسان في حق نفسه و في حق ابناءه ان هو سمح لهم بتمضية الوقت بلا هدف و لا معنى و لا قيمة

لا يضر أن نتأخر في النوم عن الموعد المعروف أيام المدرسة .. لكن في موعد محدد.. ينتهي به اليوم .. و لا يضر أن نقرر أن نكسر هذا القانون لنسهر على البحر مثلا أو نمارس أي نشاط .. لكن لا يكون الاصل كسر القوانين كل القوانين .. تعديلها نعم .. لكن لا تلغى أبدا ..

ختاما ..

من المهم أن يشعر أبناءنا .. أن العطلة ممتعة .. و العطلة لن تكون ممتعة في الأجواء الفوضوية


تكريم المجتهدين ايام المدرسة .. حق لازم .. ولايشترط أن يكون التكريم مكلف .. بعض الافكار البسيطة في أحيان كثيرة تجلب للأطفال سعادة أكبر من الهدايا الثمينة


و دمتم في رعاية الودود

ملاحظة خاصة لأم على :

عساك راضية علينا :) ضبطنا موضوع التعليقات و يشرفنا مرورج :) ..

هناك 3 تعليقات:

the LEADER يقول...

فعلا استفدت من الموضوع ،
اوافقك الرأي
شكرا لقلمك السيال.

يقول...

مرحبا the leader
يسرني انك استفدت

و شكرا لمرورك ..

الصورة وايد حلوة :)

ALKHOZAM يقول...

سلمت أناملك الجملية بما خطت (:

أتمني للجميع الاستفادة من جميع لحظات الحياة سواء صيفية أو شتوية , وأن يكون لهم هدف في تلك العطلات على سبيل المثال : أحب أن أجمع أبنائي بتلك المناسبات وأطلب منهم تدوين 10أهداف لتلك السنه أو هذا الشهر وأطلب منهم حفظ تلك القصاصة وأضع في ذهني مساعدتهم لتحقيق ذلك الهدف متى ما سنحت الفرصة فأجدهم ممتنين لي ولأنفسهم بذلك الانجاز الرائع .
موفقين دوما