الأربعاء، 3 يونيو 2009

تمازج ألوان




بدون مقدمات طويلة .. أريد أن أكتب .. الكتابة عندي مثل الماء .. نعطش فنشرب .. و يعطش قلمي فيكتب

في داخلي ألوان تمازجت من المشاعر .. سأرسمها


اللون الرمادي

بالرغم من مرور أكثر من 14 سنة على وفاتك جدي ..

إلا أنني لست أنساك .. تركت بصمات عميقة في شخصيتي ..

علمتني بالحب الذي لم يعرفه فيك الناس كيف أصر و أثابر لأحصل على ما أريد ..

أهديتني مصحفي الأول .. علمتني عم يتساءلون

يرون فيك القسوة و الشدة .. و في عينيك عرفت الرحمة و الرقة .. حتى اليوم .. حتى اليوم ياجدي لم أجد من صاحَب القرآن مثلك ..

فهل سأنافسك يوما؟.. أتذكر غرفتك .. أتذكر المصاحف فيها .. الصغير و الكبير .. القديم و الحديث ..

و لا تزال في مخيلتي شامخا في عمق الظلام و الناس كلهم نيام و الكون كله ظلام .. و أنت تقيم الليل البادر الذي تدثر الناس فيه بالدثور .. و قطرات الماء المتقاطرة من لحيتك تمسحها بيديك .. حركة وحيدة في عمق السكون .. و أغطي وجهي .. أعود الى النوم و قد حفر هذا المشهد في روحي و انغرس في أعماقي فلا أنساه..

لتبقى صورتك شامخا خاشعا لله .. كالنخلة التي غرستها في فناء دارك .. فتطاولت على السور .. و منحتني نظرة حانية عندما مررت يوما بجوار البيت الذي باعه الورثه .. وظل الأصل ثابتا و فرعه في السماء

حفيدتك الأولى .. المدللة .. التي لم تكن تنام حتى تأخذها في حضنك .. حفيدتك التي كانت ترافقك في كل مكان الا المسجد .. و يطول عنها غيابك في اعتكافك بين المغرب و العشاء كل يوم ..

حفيدتك التي توفاك الله قبل أن تفرح بتخرجها بتفوقها من الثانوية العامة بأشهر قليلة ..ثم في المنام ترسل لها هداياك ..

حفيدتك التي لم تر في حياتها من منح طفلا حبا بحجم الحب الذي منحته لها .. فعلمتها أن الحب في التربية هو كل شيء .. كل شيء .. و أن المحب لا يقبل لحبيبه من الأمورإلا أعلاها و أشرفها و أرقاها ..و أن نجاحه في ايصال هذه الفكرة للطفل في وقت مبكر .. سر كبير من أسرار النجاح في الحياة .. حفيدتك تقسم لك انها لم تنساك بالدعاء و كل ما يصل الى الأموات ... و لن تنساك

سيبقى لكم في مضمر القلب و الحشى ***** سريرة ودٍّ يوم تبلى السرائر


اللون الأصفر

رائع هو الشعور بالإنجاز .. ينسيك التعب .. وكأنك تشرب عصير ليمون بالنعناع متروس ثلج في يوم اشتدت فيه الشمس

و في ادارتك لوقتك يكمن النجاح .. إذا كنت تعرف ما تريد .. و ترغب في الحصول عليه فإن كل ما ينقصك هو تنظيم و إدارة وقتك ..

هذا جنرال أمريكي .. كان بارعا في لعبة الغولف .. محترف .. يمارسها كل يوم .. لكنه أسر في الحرب مع فيتنام ..

أعتقد سبع سنوات (حسب ذاكرتي قرأت القصة في كتاب اراك على القمة-زيجلر)

بعد سبع سنوات .. عاد الى ملعب الغولف .. بعد سبع سنوات عاشها في غرفة ضيقة في الحبس الانفرادي عاد ..

فماذا تتوقع من المهارة التي كاااااااااان يملكها في لعب الغولف ؟؟

طبعا ستقول .. تلاشت .. صارت صفر .. و هذا المفروض .. لكن الواقع أنه لم يفقد منها شيء ! رجع بعد 7 سنوات و قد غزته الامراض الجسدية .. إلا أن مهارته في الجولف .. تماما كما كانت !




تسألني كيف .. ؟

كان هذا الجنرال .. في حبسه الانفرادي .. يوميا يتخيل أنه ارتدى ملابس الغولف .. انه يمشي الآن.. ذهب و جهز عدته ..

انه الآن في الملعب .. يتخيل .. الجو اليوم جمييييييل .. و يحرك نسيمه الأشجار.. تتهادى أمامه في استعراض لطيف قبيل البدء في لعب الغولف ..

يبدأ الآن يمسك المضرب ... انتبه .. يجب أن لا تتحرك يدك اليسرى .. ركز على الكره .. اضرب .. ياااااااااه ضربة موفقة .. يتخيل و يقضي في هذا التخيل كل يوم نفس الوقت الذي كان يقضيه في الملعب !!! ساعات .. نعم ساعات فقط يتخيل

تقول مجنون .. نعم بلاشك مجنون .. لكنه مجنون بتحقيق هدفه .. و إن في التخيل من الأسرار التي لازالت موضع الدراسة و البحث في مهارات التفكير الشيء الكثير ..

في النهاية بعد 7 سنين الرجل لم يخسر شيء من هذه المهارة .. الى أين نريد أن نصل من هذا الكلام ..

اذا حلمت بحلم كبير .. فتخيله كل يوم .. تخيله يتحقق أمام ناظريك بكل التفاصيل الصغيرة و الكبيرة ..

انظر الى نفسك و قد حققته .. نحن نسمع هذا الكلام .. نقرأ هذا الكلام فتعلم اليوم أن تطبق هذا الكلام ..

تضحك في البداية .. تسخر من نفسك .. ثم تعتاد على الحلم الكبير الذي تعيشه كل يوم في خيالك .. تعتاد عليه ..

إلا أن تجده واقعا أمامك .. فإن حلمت يوما .. فليكن حلمك كبيرا .. و الصخور التي تراها عثار في طريقك .. ستكون نقطة ارتكازك نحو القمة ..

اللون الأخضر


ماذا تتذكر عندما ترى اللون الأخضر .. أنا أتذكر شيئين .. أشجار و سهول .. و الشيء الثاني مصحفي

يا جماعة هناك سر

و الله العظيم ان في صحبة كتاب الله سر

ابعد عنه .. انشغل عنه .. كل أمورك تتلخبط .. ارجع .. واصل حفظك مراجعتك قراءتك .. تأملك.. التفسير .. التجويد .. كل أمورك تتيسر
و في وقتك فسحة .. و النفسية روعة .. و الانجاز يأتيك تلو الانجاز .. و كأن البركة معه أينما كان ..

ضعه على الرف و انساه .. تترك البركة على الرف تنساك .. و انت من تختار .. فلا عجب أن كان أهل القرآن هم أهل الله و خاصته ..

" كتابٌ أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته .."



اللون الأحمر

و يستمر المسلسل الصهيوني .. و الدعم الأمريكي .. و الصمت العربي .. و الخيانة المفضوحة من أجهزة عباس ..


ألم يكفيكم ما سال من دماء .. و لما كادت المفاوضات تسفر عن بصيص أمل لتوحيد الصف حتى بدأت الحرب الصهيونية حلقة جديدة في مسلسل نعرف نهايته و نجهل أحداث الحلقات القادمة ..

البطولة هذه المرة لأجهزة عباس التي لم تتورع حتى عن خطف النساء .. بعد عمليات الاغتيال الغير مبررة و التي جاءت لوءد أي أمل في تسوية و توحيد الصف الفلسطيني .. لن يتكلم أحد اليوم .. لأن الذي اغتيل من حماس و لأن النساء الفلسطينيات المخطوفات زوجات قادة في حماس و لأن الأطفال الذين ناموا بدون أمهاتهم هم أطفال رجال من حماس .. بأي ميزان .. يزن الناس الأمور هذه الأيام ؟؟

يدعو أحد المبتلين .. من الفلسطينيين .. يقول : " اللهم إنا نشكو إليك المسلمين .. نسونا حتى في دعائهم"




اللهم لا تجعلنا ممن نسي إخوانه في بلواهم .. و ألهمهم الصبر و السلوان .. اللهم فارج الهم كاشف الغم .. امكر لهم و لا تمكر عليهم

هناك 5 تعليقات:

بوسند يقول...

تنوع جميل ..

أكثر ما أعجبني هو الأخضر

استمري..

تحياتي

revolution يقول...

ما شاءالله ربط جميل ولكن شخصي


بانتظار بقية الألوان :)

يقول...

بوسند & revolution

مروركم يسعدني شكرا على التفاعل

شباب حدس يقول...

تبارك الرحمن!

جهد رائع
وتدوين نافع

تقبله سبحانه
وشكر سعيكن

ورحم أحياءنا والميتين
والحمد لله رب العالمين

يقول...

مرحبا بشباب حدس ..

و الشكر لكم موصول .. على تفانيكم فيما تقدمون

ما هذا الا بعضا مما لديكم ..

و تقبل الله دعاءكم .. و رحم موتانا و موتى المسلمين